responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 73

معقوليتها، بل كانت معقولة بالقوة لا بالفعل؛ و المقدّر خلاف هذا، و هو ان وجودها بعينه معقوليتها؛ و ان كانت‌ [1] فى تلك الملاحظة ايّاها هى التى تكون مع قطع الالتفات الى ما سواها من الاشياء المغايرة الوجود لها معقولة، فهى لا محالة في تلك الملاحظة عاقلة أيضا؛ اذ المعقولية لا ينفكّ عن العاقلية لانّهما من باب المضاف، و احد المضافين لا يوجد معناه بغير معنى صاحبه، فوجود واحد هو بعينه عاقل و معقول له. فكل صورة مجردة عن المادة فهى معقولة و عاقلة معا من غير مغايرة بين المعنيين بحسب الوجود بل بحسب المعنى و المفهوم، اذ مفهوم العاقلية غير مفهوم المعقولية، و الّا لكانا لفظين مترادفين.

و امّا كون وجود واحد مصداقا لمفهومين متغايرين بل لمفهومات كثيرة، فغير مستنكر ككون ذاته تعالى بذاته مع احديته مصداقا لمعانى اسمائه و صفاته من غير شوب‌ [2] كثرة، فاذن يلزم انّه اذا كان لعاقل واحد معقولات كثيرة ان يكون وجوده بعينه وجود تلك المعقولات بما [3] هى معقولات بعينها من غير تعدّد و تغاير في الوجود. و على هذا القياس حال اتحاد الجوهر الحسّاس بجميع الصور المحسوسة له، و حال اتحاد القوة الخيالية بجميع الصور المتخيّلة.

و هذا- اى كون صورة كثيرة ادراكية عقلية كانت او خيالية أو حسّية مع تخالفها و تغايرها عين هوية واحدة موجودة بوجود واحد- امر عجيب من عجايب اسرار الوجود، قاد إليه البرهان القطعى الّذي لا مجال لأحد من الملتزمين لاحكام العقل الصحيح ان ينكره، الّا ان ينحرف عن هذا المسلك الى مسلك آخر كالجدل‌ [4] و التقليد او نحوه. وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ‌ [5] نُورٍ [6].


[1] - م: و لو كانت.

[2] - ز: ثبوت.

[3] - م: كما.

[4] - م: كالجهل أو.

[5] - النور، 40.

[6] - أيضا «الاسفار» ج 3، ص 312.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست