اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 428
بين اجزائه افتقارا بحيث يكون جميع الاجزاء في سلسلة واحدة؛ و لهذا
قال بعضهم:
ان [الف- 7] مجموع العالم بمنزلة حيوان واحد، و اجزاؤه بمنزلة اعضاء
حيوان واحد.
و اما الاستدلال بوحدة العالم على وحدة إله العالم فهو ان اجزاء
العالم لما كان بعضها مرتبطا ببعض بحيث يكون جميع الاجزاء في سلسلة متّسقة النظام
كثيرة الفوائد و المصالح بحيث يتحير العقول و الافهام و يعجز عن بيان ادنى الفوائد
لسان الاقلام، علم بالحدس ان فاعلها و صانعها لا يكون الّا واحدا و لو لم يكن
صانعها واحدا لما كان العالم واقعا على هذا النظام بل كان فيه خلل و فساد، و على
ذلك حمل بعضهم قوله:لَوْ
كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا[1]. لكن الاكثر حملوها على دليل التمانع. و تقريره:
انا لو فرضنا وجود إلهين فلا بد ان يكون كل منهما قادرا على كل
المقدورات و الّا لكان عاجزا عن بعضها؛ و العجز نقص يجب ان يكون الاله منزها عنه،
فاذا كان كل واحدا قادرا على جميع المقدورات كان كل واحد قادرا على تحريك زيد و
تسكينه، فاذا فرضنا ان احدهما اراد تحريكه و الآخر تسكينه، فاما ان يقع المرادان،
و هو محال، لاستحالة اجتماع الضدين، او لا يقع واحد منهما، و هو أيضا محال، لان
المانع من وجود مراد كل منهما مراد الآخر، فامتناع مراد هذا انما هو عند وجود مراد
ذلك و بالعكس، فامتناعهما يستلزم وجودهما، و ذلك محال. و أيضا يلزم عجزهما. و أيضا
يلزم ارتفاع النقيضين. او يقع مراد احدهما دون الآخر، و ذلك محال لوجهين: احدهما:
انه لو كان كل منهما قادرا على ما لا نهاية له، امتنع كون احدهما اقدر من الآخر،
بل لا بد ان يستويا في القدرة. و الثانى: انه اذا وقع مراد احدهما دون الآخر،
فالذى لم يقع مراده يكون عاجزا، و العجز نقص و هو على اللّه محال.