اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 419
الفصحاء.
و انما اختار لفظ «أحد» على واحد، لان الواحد يدخل في الحساب و يضم إليه
آخر مثله حتى يصير اثنين، او آخران فيصير ثلاثة و هكذا، بخلاف «الاحد»،
و
أيضا فان «الاحد» لما استوعب الجنس- واحدا كان او كثيرا- لم يجز
ان يجعل له ثان بخلاف الواحد، فانه جاز ان يجعل له ثان؛ فاذا قلت: «زيدلا
يقاومه واحد» جاز ان يقاومه اثنان؛ و لو قلت: «لايقاومه احد» لم يجز ان يقاومه اثنان و لا اكثر،
فهو ابلغ.
اعلم: ان الواجب- جل شأنه- يوصف بالواحدانية و بالاحدية. اما الواحد
فهو الشيء الّذي لا ينقسم من جهة ما قيل: «انهواحد»، فالانسان الواحد يستحيل ان ينقسم من حيث
هو انسان، فان الانسان الواحد يمتنع ان ينقسم الى انسانين، فان القسم فانما ينقسم
الى الابعاض و الاجزاء، فلا ينقسم من جهة ما قيل انه واحد بل من جهة اخرى. اذا
عرفت ذلك فاعرف أيضا ان شيئا من الموجودات لا ينفكّ عن الوحدة حتى العدد، فان
العشرة الواحدة من حيث انها عشرة واحدة قد عرضت لها الوحدة، فلا ينقسم الى عشرتين،
بل تنقسم الى خمستين و الى ستّة و أربعة و غير ذلك [الف- 5] و كذلك العشرتان. فاذن
لا ينفك شيء من الموجودات عن الوحدة، و لهذا اشتبه الوحدة على بعضهم بالوجود فزعم
ان وجود كل شيء نفس وحدته، لما رأى ان كل موجود واحد.
اذا عرفت هذا فاعلم ان اتصافه تعالى بالواحد انما يكون باعتبارين:
احدهما:
ان ذاته ليست مركبة من اجتماع امور كثير. و الثانى: انه ليس في
الوجود ما يشاركه فى كونه واجب الوجود مبدأ للممكنات.
و اما «الاحد» فمعناه انه غير مركب من الاجزاء و لا ينقسم
إليها، سواء كانت حقيقية كالمادة و الصورة، او غير حقيقية كالاجزاء المقدارية
التحليلية، فان جزئيتها ليست حقيقية بل يعتبرها العقل بمعونة الوهم، و الّا
فالمقدار امر وحدانى لا جزء فيه بالفعل. و قيل: المعنى انه احد لا كثرة في ذاته و
لا نظير له في صفاته. و قيل: معناه
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 419