اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 408
لزم ان لا يصح حمل الّا في «ماجاءنى القوم الّا زيد» أيضا على الاستثناء لان
تقدير الكلام على ما افاده هذا الفاضل: «ماجاءنى القوم مستثنى منهم زيد» فيكون نفيا لمجيء
القوم مستثنى منهم زيد، و لا يكون نفيا لمجيء القوم غير مستثنى منهم زيد؛ بل يدل
بدليل الخطاب على ثبوت. و لكن بناء على ان المنفى في الكلام المقيد انما يتوجه الى
القيد، و احتمال كون القيد قيدا للنفى لا للمنفى مشترك، فلا يدل الكلام على انتفاء
المجىء من كل واحد واحد من آحاد القوم و ثبوته لزيد كما هو المراد من هذا الكلام
و هذا يؤدى الى ان لا يصح حمل «الّا» على الاستثناء في كلام منفى اصلا.
و حلّ ذلك ان يقال: انا اذا حكمنا بان كلاما في قوة كلام آخر فليس
معناه انهما متحدان في جميع الوجوه و ان كل ما يترتب على ذلك فهو يرتب على هذا،
سيما الاحكام اللفظية التى يختلف باختلاف الالفاظ. مثلا اذا قلنا: «انزيدا
ابوه قائم» فى قوة «زيدقائم الأب» فليس يقتضي ذلك ان يكون هذا هو ذلك
بعينه و ان كل ما يترتب على ذاك من الاحكام يترتب على هذا.
فقوله: «لانتقدير الكلام: لا إله مستثنى منهم اللّه»، الى
آخره. قلنا: على تقدير التسليم لا يلزم ان يكون كل ما يقتضيه هذه العبارة يقتضيه
تلك، حتى يلزم المحذور الّذي ذكره؛ فان قولنا: «لاإله موجود» مقتضاه نفى الوجود عن هذا الجنس، و
يدل على ان كل فرد فرد منه مسلوب الوجود. و قولنا: «الّااللّه» يدل على استثناء هذا الفرد من ذلك الحكم
الكلى. و هذا كلام مستقيم واضح الدلالة، صحيح المدلول لا غبار عليه اصلا. و هذا
كما يقال: «ماجاءنى القوم الّا زيد»، فان قولك: «ماجاءنى
القوم» يدل على انتفاء المجىء من كل واحد واحد من آحاد القوم، و قولك «الّازيد»
يدل على ان هذا الفرد مستثنى من هذا الحكم و ان المجىء ثابت له. و ليس قوله: «لاإله
مستثنى منهم اللّه» بعينه هو قولنا: «لاإله الّا اللّه» حتى يلزم ان يكونا متحدين في
جميع اللوازم و المقتضيات. و لو سلّم فنقول: ان المستثنى قيد النفى لا للمنفى، كما
اشرنا إليه، فالمعنى: ان هذا الجنس منتف، و وقع انتفاء مقرر باستثناء
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 408