responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 357

يدل عليه الحديث، فان الحديث في ظاهره يدل على انه تعالى في الازل كان مخفيا عند عدم الخلق. هذا تقرير السؤال.

قلت: الجواب عن هذا السؤال من وجوه:

الاول: ان المراد من الخفاء عدم عارف به سواه، فلما اراد كثرة العارفين به خلق الخلق. فعبّر عن عدم العارف بالخفاء، فكانه قال: «كنت كنزا عزيزا، و جوهرا شريفا، لكن لا عالم بى غيرى و لا عارف بوجودى سوائى» [1]. فاطلق الخفاء و اراد لازمه، و هو عدم العارفين به. فالمعنى «كنت ربّا محسنا و إلها منعما مفيضا [2]، و لا عالم بى و لا عارف بكمالى و جمالى، فاحببت ان اعرف، فخلقت الخلق لا عرف»، و هذا معنى صحيح لا اشكال فيه.

الوجه الثانى: ان للاشياء وجودين، وجودا علميا، و وجودا خارجيا، فالوجود العلمى هو المسمى بالاعيان الثابتة، و هى ازلية قديمة؛ و الوجود الخارجى محدث، فخفاء اللّه تعالى بالنسبة الى الاعيان الثابتة في الازل، فان الاعيان الثابتة موجودة مع اللّه لكن لا علم لها به، فيكون اللّه مخفيا بالنسبة إليه. فلما اراد ان يعرفه الاعيان الثابتة اخرجها من الوجود العلمى الى الوجود الخارجى ليعرف اللّه تعالى، اذ لا يعلم اللّه تعالى الّا بالوجود الخارجى.

الوجه الثالث: قال في «الصحاح» نقلا عن الاصمعى: «خفيت الشي‌ء بمعنى كتمته، و خفيته بمعنى اظهرته و هو من الاضداد». قوله: «كنت كنزا مخفيا» يجوز ان يكون المراد من الخفاء معنى الظهور، فمعنى الحديث حينئذ يكون: «كنت كنزا ظاهرا لنفسى، و لم يكن بى عارف سوائى، فاحببت ان يعرفنى غيرى فخلقت الخلق».

الوجه الرابع: يجوز ان يكون المعنى: كنت ظاهرا [3] فى غاية الظهور خفيا [4]، فكأنه‌


[1] - خ: لا عارف بى غيرى، و لا عالم بوجود سوائى.

[2] - خ: مفيدا.

[3] - خ: كنت كنزا ظاهرا.

[4] - خ: فى غاية الظهور، و الشي‌ء اذا بلغ غاية الظهور خفى.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست