اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 340
الصورى بلسان نبى او من شاء اللّه من العالم فقد تصحبه الفهم، و قد
يتأخر [عنه].
هذا هو الفرق بينهما»، انتهى كلامه.
و فيه اشارة الى اعلى ضروب كلام اللّه. و للاشارة الى الضروب الثلاثة
من كلامه سبحانه:ما
كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا.[1]
فالاول اشارة الى الكلام الحقيقى الّذي يكون عين الكلام مقصودا
حقيقيا و غاية اصلية لا يكون فوقه غاية اخرى. و الثانى اشارة [الى] كلام يكون
المقصود منه شيء آخر، لكنّه غاية عرضية[2]للكلام غير منفكة. و في كل من الضربين يكون الفهم [ب- 36]
لازما، سواء كان عينا او غيرا. و الثالث اشارة الى ادنى الثلاثة، و هو الّذي يكون
لعين الكلام مقصود مباين الذات عنه جائز التخلف متطرقا فيه الطاعة و العصيان،
فمنهم من اطاع، و منهم من عصى[6].
[184]: فى ان جميع الموجودات متوجهة نحو الاول تعالى متحركة إليه
طالبة اياه. قال اللّه سبحانه:تَعْرُجُ
الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَ نَراهُ
قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ. وَ تَكُونُ الْجِبالُ
كَالْعِهْنِ. وَ لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً.[3]
و قال في سورة نوح عليه السّلام:ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً. وَ قَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْواراً.[4]
و قال في سورة الحاقّة:فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ. وَ حُمِلَتِ
الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً. فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ.
وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ، وَ الْمَلَكُ عَلى
أَرْجائِها وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ،
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
كِتابَهُ بِيَمِينِهِ[5]-
الى
آخره.