responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 339

و كما علمت هذه الاقسام الثلاثة في الكلام الالهى، ففى الانسان الكامل لكمال نشأته الجامعة للنشئات الثلاث من الامر و الخلق و البرزخ المتوسط بينهما يوجد أيضا مثل هذه الاقسام، لكونه مثالا لباريه، هو [1] مخلوق على صورته و هو على بيّنة من ربه‌ [2].

فاعلى ضروب الكلام له هو ما يكون عند تكلّمه مع اللّه و مخاطبته الروحانية، و هو تلقّى المعارف الالهية من لدن حكيم عليم. فتكليم اللّه اياه عبارة عن افاضة الحقائق الربانية على ذاته و مقارعته بها سمعه القلبى. و تكلّمه مع اللّه عبارة عن استدعائه الذاتى بلسان القابلية اياها عنه تعالى؛ و هكذا اذا بلغ درجة العقل البسيط الّذي يصور النفس بتفاصيل صور المعقولات، فهو بما صار عقلا بسيطا من شأنه تصوير الحقائق قد صار جوهرا ناطقا بالعلوم الحقّة، متكلما بالمعارف الحقيقية، فليس [الف- 36] لكلامه هذا مقصود ثان غيره.

و الثانى عبارة عن امره و نهيه للاعضاء و الآلات الطبيعية، فيجرى حكم النفس على الاعضاء و الآلات الطبيعية سواء كانت داخلة او خارجة، فلا يستطيع كل من القوى و الاعضاء تمردا عن طاعة النفس و لا عصيانا لها فيما امرت به او نهيت عنه، فامرت العين للانفتاح انفتحت، و اذا امرت [للانقباض انقبضت‌].

[تأييد عرشى‌]

قال الشيخ الكبير في الباب السادس و الستّون و ثلاثمائة [3]: «ان الحقّ اذا كان هو المتكلم عبده في سرّه بارتفاع الوسائط، فان الفهم يستصحب كلامه منك، فيكون عين الكلام منه عين الفهم منك لا يتأخر عنه فان تأخر عنه فليس هو كلام اللّه. و من لم يجد هذا فليس عنده علم بكلام احد [4] عباده. فاذا كلّمه بالحجاب‌


[1] - الف:- هو.

[2] - اقتباس من سورة هود، 17.

[3] - «الفتوحات المكية» ج 3، ص 334- 335.

[4] - الف: فليس عنده علم بكلام اللّه عباده.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست