responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 335

تكون القوة الحاسة حاسة بالفعل بهذه الصورة المحسوسة لا قبلها؛ و ان كان حصولها كحصول الاشياء الخارجة عن ذات الشي‌ء، كوجود السماء و الارض لنا، فليس هذا بالحقيقة الّا اضافة محضة. فالموجود لنا هاهنا نفس الاضافة، و هى من اضعف الاعراض و لا صورة لها في الاعيان، و حصول الاضافة الى شي‌ء [1] غير حصول ذلك الشي‌ء، فان اضافة الدار و الفرس و العبد لنا لا يوجب وجود هذه الاشياء لنا و حصولها فى انفسنا. نعم ربما يحصل صورها فينا، و الكلام عائد في تلك الصور و كيفية حصولها لنا أ هى بمجرد الاضافة او بالاتحاد معنا؟ فان كان بمجرد الاضافة فلا يحصل بواسطتها حصول و هكذا حتى يتسلسل، و ان كان بالاتحاد فهو المطلوب.

فهكذا القول في كل صورة مجردة عن المادة و عوارضها اذا اتحدت بالقوة العاقلة صيّرتها عقلا بالفعل لا بان العقل بالقوة يكون منفصل الذات عنها انفصال مادة الاجسام عن صورتها التى يلحقها، فان العقل بالقوة ان كان منفصلا عن الصورة المعقولة بالفعل و تعقلها، كان ينال منها صورة اخرى معقولة؛ و الكلام في [ب- 33] تلك الصورة كالكلام فيها، و هكذا ذهب الامر الى غير نهاية. و كل من انصف من نفسه يعلم ان النفس الجاهلة ليست في ذاتها كانفس التى صارت عالمة، و ليست الصور العلمية كالمال و العروض و الامتعة المنسوبة الى الشخص و لا كالاعراض التى تلحق و تزول و الموضوع على ما كان.

تنبيه‌

افتح بصرك الحسى الظاهر لظاهر الوجود، تجده ثابتا على الوصف الّذي انتهى بصرك إليه، ثم أرخ جفنيك على بصرك، تجد الوجود قد انحجب عنك، و ليس الّا ستر جفنيك لعينيك، فحجابك انت‌ [2] و منك، لم يتجدد للموجود ظهور و لا حجاب منه، كذلك بصيرة القلب اذا نوّرت بانوار العلم الملكوتى تشهد الملكوت‌


[1] - كذا، و الظاهر: لشي‌ء.

[2] - كذا، و في نسخة الف: عنك.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست