responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 277

و لنذكر لهذه المذاهب الاربعة امثلة، فنقول: مثال المذهب الاول: كالحرارة النارية. و مثال المذهب الثانى: كالبرودة المائية. و مثال المذهب الثالث- و هو قول من يقول اذا نسب الفعل الى فاعله القريب كالعبد، حكم عليه بانه مختار؛ و اذا نسب الى جميع الاسباب السابقة عليه من سلسلة الموجودات السالفة حكم عليه بانه مجبور عليه- كالكيفية التى في الماء الفاتر فانه يقال لا حارّ و لا بارد، بل فيه حرارة ضعيفة و برودة ضعيفة. و مثال المذهب الرابع: كحال الفلك عند التحقيق، فان التحقيق ان الفلك جامع لهذه الكيفيات على وجه البساطة، بمعنى ان له كيفية واحدة بسيطة هى بعينها كل كيفية توجد في العناصر متفرقة، لنقص وجود العنصر.

فحرارة السماء ليست ضد برودتها و بالعكس، و كذا رطوبتها ليست ضد يبوستها و بالعكس، بل الجميع واحدة بسيطة. و ليس الفلك كالمعتدل العنصرى الّذي يوجد فيه الكيفيات مكسورة الشدة، لانه شديد القوى لكمال صورته الفلكية الخارجة عن جنس هذه الصور العنصرية ذاتا و كيفية.

و انت ايها الراغب الى تحقيق الحقّ، الساعى الى ساحة عالم التقديس، لا تكن ممن اتصف بانوثة التشبيه المحض، و لا بفحولة التنزيه الصرف، لا بخنوثة الجمع بينهما كمن هو ذو الوجهين؛ بل كن مقتديا بسكّان صوامع الملكوت الذين هم من العالين‌ [1]، ليست لهم شهوة انوثة التشبيه، و لا غضب ذكورة التنزيه، و لا الخلط و الامتزاج بين الصفتين، و انما هم من اهل الوحدة الجمعية الالهية، فان اللّه سبحانه عال في دنوّه، دان في علوّه، واسع برحمته كل شي‌ء، لا يخلو منه ارض و لا سماء، هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ‌ [2] ما [يَكُونُ‌] مِنْ نَجْوى‌ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ‌ [3]- الآية.


[1] - خ: العالمين.

[2] - الحديد، 4.

[3] - المجادلة، 7.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست