اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 233
فيجوز ان يكون الاوسط محمولا على غير الاصغر؛ فهو المصادرة على
المطلوب الاول.
حد الشيء لا يكتسب من حد ضده، اذ لا اولوية، و ليس لكل شيء ضد[1].
و الاستقراء أيضا لا يفيد، اذ الاشخاص غير متناهية[2].
بل طريق اكتساب الحد تحليل صفات الشخص و تركيبه، بأن يعمد فيه و يحذف
ما ليس بذاتى له، و ينظر انه من اى جنس من المقولات العشر، و الى المرتبات في جواب
ما هو، و المقسمات الحقيقية، حتى ينتهى الى مقول لا مقول تحته. و يجمع المقوّمات
العامة في اسم الجنس بشرط عدم التكرار و توارد الفصول[3].
فاذا جمعت [الف- 15] هذه المحمولات و وجد منها شيء مساو للمحدود في
الحمل و المعنى جميعا فهو الحد.
و قد يتّفق التوافق في جواب «ما» و «لم» كما يقال: ان الكسوف ما هو؟
فيجاب: هو زوال ضوء القمر لتوسط الارض بينه و بين الشمس. فاذا قيل:
لم انكسف القمر؟ فيجعل توسط الارض اوسط، فاشترك الحد و البرهان اذا كان الوسط من
العلل الذاتية للشيء.
و اعلم ان توقف ابتلال الارض على المطر المتوقف على السحاب المتوقف
على صعود الابخرة المتوقف على ابتلال آخر ليس دورا ممتنعا؛ لأن الموقوف عليه غير
موقوف عليه بالعدد.
فالبرهان الدورى المتحد الوسط مع النتيجة على هذا الوجه ليس في
الحقيقة قياسا دوريا يؤخذ الشيء في بيان نفسه، لمغايرة الوسط للنتيجة بالعدد، و
ان اتّحدا في النوع.