رسالة فى الحشر

[الخطبة]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ الآخرة و الاولى و مبدأ الوجود و المنتهى و الصلاة على غاية الارض و السماء و اقرب الخلق إليه فى البدو و الرجعى و آله الذين اذهب اللّه عنهم رجس الشيطان و طهّرهم تطهيرا و نور قلوبهم بآيات الحكمة و الايمان تنويرا و بعد فقد سالت يا اخى اطال اللّه بقائك فى سبيل المعرفة و الهدى و سددك فى سلوك المحجة البيضاء عن حشر جميع الاشياء إليه تعالى حتى الجماد و النبات و العجماء فضلا عن غيرها من ذوات العلم و الحياة و كل ما فى الارض و السموات فاجبت مسئولك و مبتغاك و سعيت فى قضاء مأمولك و مدعاك و ان لم اكن اهلا لذلك لانى اعاننى مجيب الدعوات و ارشدنى منزل الخيرات و واهب الحكمة و الآيات فاقول بعون اللّه و توفيقه ان الممكنات على طبقات‌ الطبقة الاولى‌ المفارقات العقلية و عالمهم عالم القضاء الالهى و هى صور علم اللّه بالانواع الكائنية و مفاتيح الغيب التى لا يعلمها الا هو و خزائن الرحمة التى ما نزلها الا يقدر معلوم‌ الطبقة الثانية هى الارواح المدبرة العقلية المتعلقة بالاجرام العلوية و السفلية ضربا من التعلق و عالمهم عالم القدر الربانى و لوح المحو و الاثبات‌ و الطبقة الثالثة هى الارواح المدبرة الجزئية و النفوس الخيالية المتعلقة بالاجرام السفلية الدخانية او النارية و منها ضرب من الانس و الجن و الشياطين‌ و الطبقة الرابعة هى النفوس النباتية و غيرها من الطبائع السارية فى الاجسام المحركة اياها المتحركة بتحريكها المتجددة بتجددها فى كل ان و هى المشار إليها بقوله‌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‌ و انما جمعت بصيغة ذوى العقول لمدبرها العقلى و محركها الروحانى كما ستعلم و من هذه الطبقة أيضا من الجهة التى أومأنا إليها الزبانية و سدنة الجحيم المامورون بقوله تعالى‌ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ‌ و منهم الموكّلون على السحاب و الامطار و البحار و الجبال و الارض و المعادن و النباتات و غيرها و الطبقة الخامسة هى الابعاد و الاجرام و هى اسفل السافلين‌