اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 309
فاذا زال الانكسار و امتدت قدمها خرج الى النبات منكوسة و اذا مالت
عن الانتكاس الى رتبة البهائم توسطت فى الانتكاس و الاستقامة و اذا وصلت فى حركتها
الى درجة الانسانية استقامت قامتها و قامت قيامتها التقوم عند البارى و هذه
القوائم الاربع ثلاث منها ظلمات بعضها فوق بعض و لا يحصل القيام و الانتباه الا
لمن له قدم صدق عنده ربّه
الفصل السابع فى ماهية ابليس و الشياطين
ابليس كل انسان هو نفسه عند متابعة الهوى و سلوك طريق الوسواس و
الجحود و العتو و الاستكبار لكن اوّل من سلك سبيل الغواية و الضلالة و طرده الحق
من عالم رحمته وقع عليه اسم ابليس و هو جوهر النطقى الشرير الحاصل من عالم الملكوت
النفسانى بجهة ظلمانية ردّية كالامكان و نحوه و شانه الاغواء و سبيله الاضلال كما
فى قوله تعالى حكاية عن اللّعينفَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ
مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَو قولهفَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ
لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَو
القوة الفكرية الانسانية فى الابتداء كشعلة ملكوتية لها نور الالهام و ظلمة
الوسواس لان تكوين النفس من مواد هذا العالم و ادخنة العناصر اصابها نور افاضة
الحق كما ورد عن النبي ص ان اللّه خلق الخلق فى ظلمة ثم رشّ عليهم من نوره الحديث
فهذه النفوس فى اوّل فطرتها ممتزجة من النور و الظلمة ففيها الالهام و الوسوسة و
الهداية و الغواية فالحكم للعاقبة فى كل واحد فمن غلب عليه الشيطنة من الحيلة و
المكر و التمرد عن طاعة اللّه و طلب الانانية و الافتخار و زال عنه السكينة و
الطمأنينة و انقطع عن قلبه إلهام الملئكة و افاضة الحق عليه بالعلوم الحقة
الايمانية فهو من حزب الشيطان فيكون ماله الى دار البوار و منزل الاشرار و من غلب
عليه طلب المعرفة و طهر ارض نفسه من خباث الصفات الرذيلة و الشرور النفسانية من
طلب الشهوات و المعاصى و السفسطة فى العقائد و الوسواس فى العبادات و الحيلة فى
المعاملات و تنور قلبه بالايمان باللّه و اليوم الآخر
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 309