اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 233
كان لسان الامام فى ذلك الوقت كشجرة موسى ع فى الطور حين ندائها انى
انا اللّه
خاتمة فى بيان سريان الذكر و التسبيح فى جميع الموجودات حتى
الجمادات و النباتات على طريقى الحكمة النظرية و الحكمة المتعالية
اما الاولفلدلالة كلّ
موجود من الممكنات على وجود صانعه و مبدعه دلالة عقلية واضحة و حقيقة التحليل و
التسبيح الشهادة على وحدة الصانع و تنزيهه عن النقايص و اظهارهما و الدلالة عليهما
سواء كانت بالالفاظ او بالذات فكل موجود بمنزلة كلام صادر عنه تعالى دال على
توحيده و تمجيده كما اشير إليه بقوله تعالىوَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا
تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْبل كل وجود من
الموجودات ذكر و تسبيح له تعالى اذ يفهم منه وحدانية و اتصافه بصفة الكمال و تقدسه
عن صفات النقص و الزوال و اعلى المراتب فى الشهادة و الدلالة عليه تعالى ذاته
بذاته كيف و هو الشاهد الدال على وجود كل موجود اذا العلم بذى السبب كما بين فى
مقامه لا يحصل الا من جهة العلم بالسبب كما فى قوله تعالىأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌفشهادة كل مفهوم و موجود عليه تعالى يتوقف على شهادته تعالى على ذلك
الشيء فكل شهادة و ثناء على ذاته يرجع الى شهادته و ثنائه بذاته على ذاته فسبحان
من لم يكن عليه ثناء سوى نفسه و إليه يرجع أيضا عواقب الثناء فهو المبدأ و الغاية
فى ذلك و هو المثني و المثنى عليه و حقيقة الثناء فى كل ثناء و احتمل ذلك مقياسا
لك فى تحقيق كل صفة و محمدة من الصفات و النعوت الكمالية و العامد و الفضائل
الافعالية كالوجود و كمالاته و آثاره يظهر لك اسرار غامضة جدا و استرها على من
يحرم كشفها لهو
امّا الطريقة الثانيةفقد قالوا
بيانه ان حقيقة الذكر عبارة عن تجليه تعالى لذاته بذاته اظهارا للصفات الكمالية و
وصفا لذاته بالنعوت الجمالية و الجلالية فى مقامى جمعه
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 233