responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 212

الى الادنى فالادنى كتحرك سلسلة واحدة تؤدى بعضها الى بعض فلاجل هذا ينتفع بالدعوات و القرابين عند الهياكل و المواضع المناسبة للنيّة الخالصة و خصوصا فى الامور الاجتماعية و المصالح الجمهورية كامر الاستسقاء و غيرها و لهذا يجب ان يخاف دعوة المظلوم و تتقى المكافات على الشر و يرتجى المكافاة على الخير فان قيم العالم ذو عناية و رحمة على خلقه لا يهمل بكسر على كثير و اللّه عزيز ذو انتقام و هذه الامور اللائقة لما كانت معقوله عند العالم الاعلى فيجب ان يكون لها وجود لان علومها كما مر غير جزافية و لا ظنية بل فعلية كلما عقلت له وجدت عنه تعالى أ ما تاملت يا عارف فى حال منافع الاعضاء فى الحيوان و النبات و فوائد امزجتها و كيفياتها و كمياتها و اشكالها التى قد عقلت أولا فى عالم الابداع على الوجه الّذي ادّيت إليه المصالح ثم اوجدت فى مادة الكون و موضوع الخلقة على النحو المعلوم من الايجاد اللائق بالمبدإ الاعلى الّذي رفع منه على سبيل الفيض على العقل و النفس و الطبيعة فترشحت منها على موضوعها و مادة تصرفاتها كل ذلك خدمة لباريها و طاعة لمصورها و معطيها فقد علم مما ذكر ان جميع الحوادث الكونية فى عالمنا هذا ينبعث عن تصورات فلكية و تعقلات ملكية و علوم سبحانية فالمؤثر بالحقيقة فى وجود الاشياء ليس الا علم المبادى بمصالح الكون فلا يتعجب من عناية البارى سبحانه و لطفه باصلاح حال الخلائق و اعلم من ذلك حقيقة الامور الخارقة للعادات النازلة من الحق الاول بالوجه الخاص الّذي ينكره المفلسفون الجاهلون بالاسباب الخفية المسخرة للطبائع و صدق بما سمعت من العقوبات الالهية النازلة بسبب دعوة الأنبياء ع على اقوام يئسوا من روح اللّه فحل بها غضب الجبار و طردوا الى عالم البوار فتحريك الدعاء عند قوة الاخلاص و شدة التوسل من النفوس العالية الى الباب الاكبر

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست