responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 211

العظيم على اتم وجه و اشرفه و جواهر السماويات فى غاية الخلوص و الصفاء و اللطافة و النورانية خالية عن الشرور و الافات لم يكن تصوراتها جزافية و لا شيطانية من باب السفاهة و الشر فان النفس المتصورة متى لم يكن ناقصة مئوفة لم يتصور العبث و الآفة بل انها يتصور الاشياء على الوجه الأصوب المؤدى الى المنافع و الخيرات كيف و تصورات الملئكة العملية تابعة لتعقلات الانوار العقلية و الملئكة المهيمين الخالين عن النقائص الهيولانية و الشرور الجسمانية فما يترتب على علوم اهل القدس و زمرة المقربين يكون اجود الانحاء و اشرف ما يمكن و يتصور من الامور فاذا تصورت نفوس السمويات ما هو الاولى بان يكون فان لم يكن معه مانع إلا عدم علة طبيعية ارضية كوجود صورة مسخنة او طبيعة نارية عند تصورها و ارادتها وجود السخونة لوجه الخير فيها فتلك السخونة يحدث فى الاجسام العنصرية بمجرد التصور السماوى للخير طاعة لنفوسها كما تحدث هى فى بدن الانسان من تصورات نفسه الناطقة المسخرة له باذن باريها امورا تنبعث عنها السخونة فيه كدواعى الغضب و امثاله و إن كان معه مانع كوجود علة ارضية و طبيعة مبردة فالتصور السماوى للخير فى ذلك أيضا يقسر المبرد و يفنى مادته كما يحلل تصور الامر المغضب المواد البلغمية فى بدن الرجل الغضبان و من هاهنا يعلم انه ليس من شرط المسخن او المبرد ان تكون سخينا او باردا فان صفات الاجسام جلها بل كلها نشأت من الامور المعنوية الروحانية بل هى بعينها هذه انما تكدرت و تجسمت و تنقصت عند نزولها من موطن الصفاء و التجرد الى عالم التجرم و النقص فصارت محسوسة بعد ما كانت معقولة ثمّ متخيلة و نسبة التضرع الى استدعاء المطالب و استجلاب المرادات كنسبة التفكر الى استدعاء البيان و التنطق و كل يفيض من فوق و يبتدى من الاعلى فالاعلى‌

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست