اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 207
و وجوداتها إليه تعالى فكما ان الاشياء الداخلة فى وجود الانسان
كالعلم و القدرة و الإرادة من جملة اسباب الفعل فاحدس ان الامور الخارجة أيضا كذلك
فالدعوات و الطاعات ما جعله اللّه دواعى الى الخير و مهيجات الى الاشواق و كذلك
السعى و الجد و التدبير و الحذر اذا قدرت مهيّئه لمطالبنا موصلة ايانا الى مقاصدنا
مخرجة لكمالاتنا من القوة الى الفعل و جعلت اسبابا لما يصل إلينا من ارزاقنا و ما
قدر لنا من معايشنا و معائدنا لم يحصل لنا ذلك الا بها و اما الثانى فحيث ان اللّه
عز و جلّ علمنا و امرنا به و حثنا عليه فى قولهادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْفالدعاء و ما يستجاب كلاهما من امر اللّه و لسان العبد ترجمان الدعاء
و كل من فعل شيئا بامر احد فيده يد الامر كما امر الملك بعض خدامه ليضرب ابنه فان
يد الخادم فى الضرب يد الملك و لو كان اليد يده لم يستطع ان يمدها الى ابن الملك و
يبست دون ذلك يده و بهذا ظهر فساد ظن من ظن من الحشوية و الظاهريّين ان الامر
المقصود بالدعاء ان كان من مصالح العبد فالجواد المطلق لا ينجل به و ان لم يكن من
مصالحه لم يخبر طلبه و لان اجل مقامات الصديقين الرضاء بالقضاء و اهمال حظوظ النفس
و الاشتغال بالدعاء ينافى ذلك
وهم و ازاحة
ربما توهم ان الدعاء شبيه بالامر و النهى و ذلك خارج عن الادب و يؤكد
هذا الوهم ما قاله الشبلى من ان الانبساط بالقول مع الحق ترك الادب و ذلك فاسد كيف
و قد امر اللّه تعالى عباده بالدعاء و قد ورد من لم يسأل اللّه يغضب و سئل الباقر
ع اى العبادة افضل قال ما من شيء افضل عند اللّه عز و جل من يسأل او يطلب ما عنده
و ما ابغض عند اللّه عزّ و جلّ ممن يستكبر عن عبادته و لا يسأل ما عنده و قال أيضا
ع من لم يسأل اللّه عز و جل من فضله افتقر و إماما قاله الشبلى ره فهو مختص ببعض
الاحوال و الاشياء دون البعض كما امسك موسى عن الانبساط فى طلب المآرب و الحاجات الدنيوية
حتى رفعه الحق مقاما فى القرب و اذن له فى
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 207