responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 206

حيث يجعل بعض من تحت تصرفه وزيرا قريبا و بعضهم كناسا بعيدا لان كلا منها من ضرورات مملكته و ينسب الظلم إليه تعالى فى تخصيص كل من عبيده بما خصص به لان كلا منها ضرورى فى مقامه فهذا القائل يهدم بناء حكمته و يدعى انه يحفظه فافسد حين اصلح فقد ثبت و تبين ان وقوع فريق فى طريق اللطف و وقوع فريق فى طريق القهر من ضروريات الوجود و الايجاد و من مقتضيات الحكمة و العدالة فكان حسنا و من توهم انه قبيح كان لخلل فى عقله و قصور فى فهمه فلا قبيح الا و هو حسن من جهات اخرى لا يعلمها الا منشئها و موجدها و اما العذاب الّذي هو البعد من رحمة اللّه فهو لازم للكفر و المعصية و الملزوم لا ينفك عن اللازم‌

الفصل السّادس فى فائدة الطاعات و تاثير الدعاء فى انجاح المهمات‌

اعلم ان بعض الناس يظن ان الطاعات و الدعوات امور خالية عن الفائدة لان ما يفعل لاجله الطاعة و يدعى فيه إن كان قد ثبت فى القضاء السابق فانه كائن لا محالة دعى او لم يدع فعل لاجله الطّاعة و العبادة او لم يفعل و هذا ظن جاهل باهت لا يعرف الحقائق من مواضعها فان الدعاء مما يقاوم القضاء لا من حيث انه فعل العبد فانه من هذه الحيثية مما يتحكم به القضاء لانه لو لم يقض عليه ان يدعو لم يكن يدعو بل من حيث ان البارى جعل الدعاء من جملة اسباب ذلك الشي‌ء المدعو على جسما قدر و قضى لربط و موافاة بين الدعاء و بين الامر المدعو كما جعل فى القضاء الالهى شرب الدواء سببا لحصول الصحة فى هذا المرض فالدعاء و حدوث المدعو لاجله كلاهما ينبعثان من القضاء فلا يتوهمن ان العالم الالهى ينفعل عن دعائنا و يتأثر عن ضراعتنا كيف و العلة لا يتأثر من المعلول و المعلول لا يفعل فى العلة البتة بل العبد ما دعا بنفسه و لكن بامر اللّه تعالى امرا ذاتيا عقليا و حكما قوليا سمعيا امّا الاول فلاستناد جميع الاشياء التى من جملتها دعاء الشخص الداعى و ما يدعو لاجله و ربطها فى ذواتها

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست