اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 185
الاعلى انى اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا باذن
اللّه فلو لا سبق السؤال عن الطائر ان يكون لهم لم يسم ذلك اذنا و متى امر الجليل
تبارك اسمه امر قسر ذكره فذلك أيضا بضراعة من جوهر المامور و استدعاء فطرى من طبعه
و رحمته من اللّه ليذيقهم من مكنون لطف الجلال و كيف و كما ان لكل جمال جلالا
كالهيمان الحاصل من الجمال الالهى فانه عبارة عن انقهار العقل منه و تحيره فيه
كذلك أيضا لكل جلال جمال و هو اللطف المستور فى القهر الالهى كما قال تعالىوَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا
أُولِي الْأَلْبابِو قال امير
المؤمنين ع لاخيه سبحان من اتسعت رحمته لاوليائه فى شدّة نقمته و اشتدت نقمته
لاعدائه فى سعة رحمته و من هاهنا يعلم سر قوله ص حفت الجنة بالمكاره و حفت النار
بالشهوات و لعمر إلهك لقد اتصل بالسماء و الارض من لذيذ الخطاب فى قوله سبحانهائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاًمن مشاهده جمال القهر ما طربت السماء طربا رقصها
فهى بعد فى ذلك الرقص و النشاط و غشى به على الارض لقوة الوارد فالقيت مطروحة على
النشاط فسريان لذة القهر هو الّذي عبدهما و مشاهدة لطف الجلال هى التى سلبت
افتدتهما حتى قالا قول الوامق ذى الخين اتينا طائعين فافهم هذا فهم حق يتلى لا فهم
شعر يفترى
بحث و تحقيق
ربما يقول قائل الممكن قبل وجوده معدوم فكيف يتصف بالسؤال ثم
بالامتثال و القبول للامر و الاطاعة و الانقياد للامر لان هذه المعانى انما يحصل
مما له الوجود و كيف يقاس ما ليس بموجود على ماله الوجود فيق ان للممكنات قبل
وجودها الخارجى موجودة بنحو اخر من الوجود العلمى الالهى لم تزل و لا تزال و ان
كانت معدومة بحسب الوجود العينى فان ذات العلة الفياضة نحو من انحاء وجود الامر
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 185