responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 176

و المشركين فى افعالهم و عقائدهم و ابقاء الدول الجائرة و نشر السّياسات الدموية و اهمال الاطفال من صفاتهم بامانتها و اذلال العلماء و رفع حال الجهال الى غير ذلك من الوقائع و قد قال عز من قائل و ما ربك بظلام للعبيد بل الكل توابع لقضائه و قدره لوازم مفادة محركات كلّية لاغراض علوية مقدرة بهيئاتها و ازمنتها فى عالم اخر كما قال تعالى‌ وَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ‌ على ان جميع الاسباب انما توجد تحت كرة القمر فى بعض جوانب الارض التى هى حقيرة بالنسبة الى الافلاك المقهورة تحت ايدى النفوس المطموسة تحت اشعة العقول الاسرة فى قبضة الرحمن و لا نسبة لها الى جناب الكبرياء الباهر برهانه على الضياء ثم ان اصابة الشر فى هذا العالم انما هى لبعض الاشخاص و فى بعض الاوقات و الانواع محفوظه و اما بالقياس الى نظام الكل فلا شر اصلا اذ قد عرفت ان هذا النظام شريف فاضل و جميع ما وقع طبيعى بالقياس إليه و الطبيعى للشى‌ء لا يكون شرا له فقد تحقق و تبين بالبرهان الساطع ان كل ما يقتضيه حكمة تعالى و فيضه كان حسنا و خيرا و من ظن انه شر كان لخلل فى عقله و قصور فى فهمه فلا شر فى النظر الّا و هو خير من جهات اخرى لا يعلمها الا منشيها و موجودها فاذن تصور ذرة الشر فى بحر اشعة شمس الخير لا يضرها بل يزيدها بها و جمالا و ضياء و كمالا كالشامة السوداء على الصورة المليحة البيضاء يزيدها حسنا و ملاحة و اشراقا و صباحة فسبحان من تقدست كبريائه عن تقصير الافعال و تصوير الامثال و الاشكال و جل جناب الحق عن امثال هذا الخيال المحال‌

اوهام و تنبيهات‌

لا يبعد ان يذهب على الاوهام العامية ان الفاعل للكل اذا كان مختارا فله ان يختار ايما شاء من الخيرات و الشرور فلا يمتنع عليه شي‌ء فهذه الابحاث ساقطة على هذا التقدير فنقول اختياره تعالى ارقع من هذا النمط كما سيأتي‌

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست