اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 175
شرا محضا او مستولى الشريّة او متساوى الطرفين فمما لا وجود له اصلا
حتى احتيج الى مبدأ اخر غير الواجب بالذات كما توهمه كفرة المجوس و كل واحد من
القسمين المذكورين أولا من افراد الخير فيجب صدورها جميعا عن الواجب بالذات الّذي
هو فاعل الخيرات مثال القسم الاول منها عالم العقول و عالم الافلاك إذ هما مبرّءان
من الشر و الفساد الناشئين من سنخ التضاد و مثال القسم الاخر عالم العناصر الموجب
للشرور على سبيل القلة و لن تسوغ عناية المبدأ و رحمة الجواد اهماله و الا لزم ترك
خير كثير لشر قليل و ذلك شر كثير فالشر مقضى بالعرض لا بالذات و ذلك أيضا انما
يكون لاجل النفع فى اشياء اخر لو لم يخلق لخلق سربال الوجود و قصر رداء المجود و
بقى فى كتم العدم عوالم كثيرة و نفائس جمّة غفيرة فمن هذه الحيثية يكون مقتضيا
بالذات كيف فلو لم يكن فى عالم العناصر تضاد فمن اين يحصل الفعل و الانفعال و
الكسر و الانكسار و متى ينتقل الهيولى من صورة الى صورة و من حالة الى حالة حتى
تبلغ الى غاية تقبل العقل المستفاد الّذي يضاهى الملكوت الاعلى فى الشرف و الكمال
و الاحاطة بالمعلومات مع ان امثال هذه الوقائع لازمة فى الطبائع من مصادمات وقعت
بين سكان عالم الظلمات اتفاقا دون الالتفات من المبادى العالية إليها و وجود كل من
الجزئيات منوط بسلسلة من الاسباب يلزم من عدمه عدمها و هو اعظم خلل فى نظام الخير
الكلى فان وجود نوع يفسد بعض اشخاص نوع اخر فانما يعده شرا من يظن ان العالم
الاعلى و عظائم الامور ما خلق الّا لاجل الانسان و هذا جهل محض كيف و العالى كما
مر غير ملتفت الى السافل خلقت هؤلاء للجنة و لا أبالي و خلقت هؤلاء للنار و لا
أبالي و ليس ان البارى تعالى مشتغل بالذات بايجاد القبائح و المفاسد و تمكين
الظلمة
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 175