responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 396

ذوات الأناس و حقائقها دون أمثالها و أظلالها.

و لا يلزم من ذلك لأحد أن يعتقد أن مشوه الخلق من أهل الإيمان يجب أن يبعث مشوه الخلق، و لا الأقطع و الأشل و الأعمى و الهرم يجب أن يبعثوا كذلك، كيف و قد ورد في الأحاديث خلاف ذلك.

فعود الشكل و الهيئة و المقدار عينا أو مثلا غير لازم، بل اللازم شكل ما و هيئة ما و مقدار ما، مع انحفاظ التشخص.

و المتكلمون عن آخرهم أجابوا عن هذه الشبهة بأن المحشور في يوم النشور إنما هو الأجزاء الأصلية الباقية من أول العمر إلى آخره، و الحق سبحانه يحفظها من غير أن يصير جزءا لبدن آخر.

أقول: هذا كما ترى، و بناؤه على الإرادة الجزافية التي يثبتونها في الفاعل المختار الذي كأنه لا شغل له إلا حفظ الأجزاء المتفرقة الترابية عن أن يصير مادة لغذاء الإنسان حتى يتأتى الجواب للمتكلم عن اعتراض يرد عليه في هذا الباب.

و هذا الجواب كجوابهم عما يلزم من لزوم تفكك الرحى، كان الواجب جل شأنه شغله دائما إلصاق أجزاء الرحى عن التفكك و تسكين المتحرك السريع، حتى يصل إليه البطي‌ء، ليتهيأ للكلامي الجواب و الاعتذار عما يرد عليه في كل باب، و الله غني عن العالمين فضلا عن أقوال المتكلمين.

و منها، أن جرم الأرض مقدار محصور معدود ممسوح بالفراسخ و الأميال و الذراع، و عدد النفوس غير متناه، فلا يفي مقدار الأرض و لا يسع لأن يحصل منه الأبدان الغير المتناهية.

و الجواب‌

بعد تسليم ما ذكر أن المقادير قد يزداد حجما و عددا من مادة واحدة، فإن هيولى الأرض هي قوة قابلة محضة لا مقدار لها في نفسها، بل المقادير مما يعرض لها من خارج، و هي في نفسها قابلة للانقسامات و حصول المقادير الغير المتناهية، و ليس أيضا من شرطها أن يكون صورتها هذه الصورة الأرضية، بل يجوز انقلابها من الأرضية إلى أجسام آخر قابل للتخلخل و التعدد أيما فرض على ذلك قد علمت من الأصول أن‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست