responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 310

مِزاجُها كافُوراً، و يُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا" و ذلك لحرمانهم عن متابعة الأنبياء، و استنكافهم عن الرياضات الدينية و الانقيادات الشرعية، و استبداداتهم لعقولهم و آرائهم، و ذهولهم عن مشاهدة أنوار الحضرة النبوية العالمة بمراتب الوجود و تنزلاته، و تطابق العوالم بعضها على بعض، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

فصل في إثبات أن النفس الإنسانية حادثة بحدوث البدن‌

إنها، لو كانت موجودة قبل البدن، لكانت مجردة، و كل مجرد عن المادة و عوارضها، لا يلحقها عارض غريب، لأن عروض كل عارض غير لازم لشي‌ء، يحتاج إلى قوة قابلة و استعداد سابق لحدوث ذلك العارض، إما فيه، كما في الأعراض و الصور و النفوس الحالة في الأجسام، أو معه، كما في الصور المجردة ذاتا، و جهة القوة راجعة إلى أمر يكون في ذاته قوة صرفة يتحصل بالصور المقومة له، و ما هو إلا الهيولى الجرمانية، كما حقق في مظانه، فيلزم من فرض تقدم النفس على البدن اقترانها به. و هذا الذي ذكرناه في هذا المقصد غير مبني على كون النفس الإنسانية متفقة بالنوع، فهو أولى من البيان المبتني عليه، و هو أن النفس الإنسانية لو كانت موجودة من قبل، غير حادثة مع حدوث الأبدان، لم يجز أن يكون متكثرة في ذلك الوجود و لا واحدة.

أما الأول، فلأن تكثر الأشياء التي لها حد نوعي أو ماهية نوعية، إما من جهة الماهية و الصورة العقلية، و إما من جهة تكثر الموضوعات أو المواد، إما بذواتها، كتكثر الصور الامتدادية الفلكية بسبب تكثر موادها بالذات أو بحسب عوارضها، كتكثر الصور في المواد العنصرية المتعددة بسبب الأسباب العارضة الموجبة لاختلاف المواد في الأمكنة و الأزمنة المختصة بكل واحد منها في حدوثه.

و إما من جهة الفاعل أو الغاية، فإن علة تكثر كل شي‌ء، إما الصورة و الماهية، أو

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست