اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 283
إشكال و انحلال
اعترض بعض تلامذة الشيخ الرئيس على هذه الحجة بأنها، ينتقض بتعلق
الوجود و الوحدة و الإضافة و سائر اللوازم بالمواد الجسمانية، فإنه يجب أن ينقسم
بانقسامها إن كانت حالة، و محال أن ينقسم الوحدة و الإضافة و الوجود، و إن لم يكن حالة
في المواد، لكانت جواهر بل عقولا مفارقة، و هو مستحيل، لأن تلك الأمور أعراض قائمة
بالمواد، لاتصافها بها، و العرض لا يكون جوهرا.
و أجاب عنه الشيخ في المباحثات بأن هذه المعاني ليست من المعقولات
المختصة بالوجوب- بل بالإمكان، و الوجود المادي ينقسم، و كذا الوحدة المادية
ينقسم، و الوجود المطلق و الوحدة المطلقة مما يمكن له الانقسام، كما يمكن المعنى
النوعي مثلا في الجنس.
فالوجود المادي يجب أن ينقسم بانقسام المادة، و كذا الوحدة المادية
التي هي نفس اتصال الجسم و متصليته يجب أن ينقسم بانقسامه على الوجه الذي يقتضيه القسمة
المقدارية من بطلان الوجود و الوحدة الاتصاليين بطريان الانفصال الرافع للاتصال إن
كان فكيا خارجيا.
و إن كان الانقسام وهميا، كانت الكثرة و الانفصال بالقوة لا بالفعل،
فموضوع الوحدة بالفعل في الماديات كثيرة بالقوة، و موضوع الكثرة بالفعل واحد
بالقوة، كما حقق في المباحثات المتعلقة بمسألة الهيولى، فالاتصال يبطل بالانفصال
بالفعل و يبقى متصلا بفرض الاثنينية المشتركة في الحد الواحد، فيكون واحدا فيه
اثنينية و قسمة وضعية. و الصور المعقولة من حيث هي معقولة ليست كذلك، لا بالذات و
لا بالعرض، لما علمت أنها لا تنقسم قسمة وضعية مقدارية بأقسام متشابهة، فلا يحل
الأجسام.
و أما هذه، فليست معقولات الذوات بل قد يكون معقولة و قد يكون مادية
محسوسة قابلة للقسمة الوضعية، و قد يمنع ضربا من القسمة الوحدة الجسمانية، و كذا
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 283