responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 280

علاقة شديدة و ارتباط متأكد يصحح أن يشير إلى مبدئها الحقيقي و جاعلها التام إشارة روحانية بأنا، حين اضمحلال ذاتها و خرورها عند اندكاك جبل إنيتها و إلى صفاته الحقيقية التي هي عين ذاته تعالى من السمع و البصر و القدرة و غيرها بأنها سمعي و بصري و قدرتي فبه تعالى تبصر الأشياء، و به يسمع و به يقدر، كما وقع في الحديث القدسي:" ما تقرب العبد إلي بشي‌ء أفضل مما افترضت عليه و لا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي به يسمع، و بصره الذي به يبصر، و يده التي بها يبطش، و رجله التي بها يمشي"، فقد تحقق لها حينئذ التخلق بأخلاق الله تعالى بالحقيقة، لا بمعنى صيرورة صفاته التي هي عين ذاته أعراضا قائمة بذات النفس، بل بمعنى علاقة أخرى شديدة أتم من علاقة النفس مع البدن و صفاته الكونية الهيولانية.

و تمام الاطلاع على هذا المقام يحتاج إلى سلوك طريقة الأبرار لا الاقتصار على مجرد الأبحاث و الأنظار.

فصل في أن القوة التي هي محل المعقولات من الإنسان ليست جسمانية

قد علمت أن تعقل الشي‌ء هو وجود ماهية مجردة عن التخصصات و الأوضاع و الأغشية و اللواحق للقوة المدركة، سواء كانت مجردة عنها بحسب ذاته في نفسه أو تجريد الغير إياه. و على أي حال لا يجوز أن يكون قوة جسمية، أي قائمة في مادة، تدرك صورة عقلية.

فإن كل قوة يكون ذاتها جسمانية تكون أفعالها و انفعالاتها أيضا جسمانية.

فالصور التي يدركها القوة الجسمانية تكون حاصلة في مادة تلك القوة، و كل صورة حصلت في مادة جسمية تكون متخصصة بوضع و جهة و كم و كيف فلم يكن كلية مطلقة

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست