responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 137

دونها استكمال لها بما فوقها و تشبهها به إلى أن ينتهي سلسلة التشبهات و الاستكمالات إلى الغاية الأخيرة و الخير الأقصى الذي يسكن عنده السلاك و تطمئن به القلوب، و هو الواجب جل مجده، فيكون غاية بهذا المعنى أيضا.

و بهذا يعلم حقيقة كلامهم" لو لا عشق العالي لا تطمس السافل.".

ثم لا يخفى عليك أن فاعل التسكين كفاعل التحريك، في أن مطلوبه ليس ما تحته كالأين مثلا، بل كونه على أفضل ما يمكن له كما قال المعلم الثاني:" صلت السماء بدورانها و الأرض برجحانها.".

و قيل في الشعر:

و ذلك من عميم اللطف شكر

 

و هذا من رحيق الشوق سكر

 

تنبيه‌

لما علمت أن علمه تعالى بالنظام الأوفق داع لصدور الموجودات عنه على وجه الخير و الصلاح، ظهر لك كذب قول الطباعية و الدهرية من أوساخ الناس القائلين بأن صدور الأفلاك و العناصر و ما فيهما من عظائم الأمور و بدائع الفطرة ليس مبنيا على غايات و منافع و حكم و مصالح.

و تبين أيضا فساد ما ينسب إلى ذيمقراطيس من القول بأن وجود العالم عن الصانع على سبيل البخت و الاتفاق.

و لما دريت امتناع الترجيح من غير مرجح، فلا تصغ إلى الأشاعرة القائلين بصدور الفعل من القادر من غير مرجح يرجح وجوده على عدمه في الواقع أو عنده، متمسكين بأمثلة جزئية.

فإن عدم العلم بالترجيح الواقع من قدحي العطشان و طريقي الهارب مثلا من جهة أسباب خفية عنا يوجب وقوع شي‌ء في أنفسنا يكون ذلك الشي‌ء داعيا لنا في فعلنا، لا يوجب نفيه مطلقا.

كيف، و العابث و النائم و الساهي لا ينفك أفاعيلها الصادرة عنها من غاية خيالية، و إن لم يكن عقلية أو فكرية كتخيل لذة أو زوال حالة مملة، فإن التخيل غير الشعور بالتخيل‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست