responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 136

فلا يلزم من إحبابه تعالى و إرادته له استكماله بغيره، لأن المحبوب و المراد بالحقيقة نفس ذاته. كما أنك إذا أحببت إنسانا فتحب آثاره لكان المحبوب لك في الحقيقة ذلك الإنسان على ما قيل:

أمر على الديار ديار سلمى‌

 

أقبل ذا الجدار و ذا الجدارا

و ما حب الديار شغفن قلبي‌

 

و لكن حب من سكن الديارا

 

قال الشيخ في تعليقاته: لو أن إنسانا عرف الكمال الذي هو حقيقة واجب الوجود، ثم كان ينتظم الأمور التي بعده على مثاله حتى كانت الأمور على غاية النظام، لكان غرضه بالحقيقة واجب الوجود بذاته الذي هو الكمال، فإن كان واجب الوجود بذاته هو الفاعل فهو أيضا الغاية و الغرض. انتهى.

و من هاهنا يظهر حقيقة ما قيل:" لو لا العشق ما يوجد سماء و لا أرض و لا بر و لا بحر.".

و مما يجب عليك أن تعتقد أن الواجب تعالى، كما أنه غاية للأشياء بالمعنى المذكور، فهو غاية بمعنى أن جميع الأشياء طالبة لكمالاتها و متشبهة به في تحصيل ذلك الكمال بحسب ما يتصور في حقها لها و شوق إليه، إراديا كان أو طبيعيا.

و الحكماء الإلهيون حكموا بسريان العشق و الشعور في جميع الموجودات على تفاوت طبقاتهم،" ف لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها" يحن إليها و يقتبس بنار الشوق نور الوصول لديها.

و إليه أشير بقوله سبحانه:" وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‌.".

و قد صرح الشيخ الرئيس في عدة مواضع من التعليقات بأن القوى الأرضية كالنفوس الفلكية و غيرها لا تحرك المادة لتحصيل ما تحتها من المزاج و غيره، و إن كانت هذه من التوابع اللازمة، بل الغاية في تحريكاتها كونها على أفضل ما يمكن لها ليحصل لها التشبه بما فوقها، كما في تحريكات نفوس الأفلاك أجرامها، بلا تفاوت.

فقد ثبت أن غاية جميع المحركات من القوى العالية و السافلة في تحريكاتها لما

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست