responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 130

كذلك الحال فيما يحدث في العالم من الصور و الأعراض.

فالأولى بمثابة القضاء، و محله بمثابة القلم. و الثانية بمثابة نقش اللوح المحفوظ.

و الثالثة بمثابة الصور في السماء. و الرابعة بمثابة الصور الحادثة في المواد العنصرية.

و لا شك أن النزول الأول لا يكون إلا بإرادة كلية، و النزول الثاني بإرادة جزئية تنضم إلى الإرادة الأولى الكلية، فينبعث بحسب ملاءمتها و منافرتها رأي جزئي يستلزم عزما داعيا لإظهار الفعل فيتحرك الأعضاء و الجوارح و يظهر الفعل.

و حركة الأعضاء بمنزلة حركة السماء. و سلطان العقل الإنساني في الدماغ كسلطان الروح الكلي في العرش. و ظهور قلبه الحقيقي الذي هو النفس الناطقة في القلب الصنوبري من الإنسان كظهور النفس الكلية في فلك الشمس. فهو من العالم بمنزلة القلب الصنوبري من الإنسان، كما أن العرش منه بمنزلة الدماغ منا. و الله بكل شي‌ء محيط.

فصل في قدرته تعالى‌

القدرة صفة مؤثرة على وفق العلم و الإرادة، فخرج منها ما لا تأثير له، كالعلم و الإرادة في غير الواجب، حيث لا تأثير لهما و إن توقف تأثير القدرة عليهما.

و لا بأس بعدم خروج علمه و إرادته عن التعريف إذ هما من أفراد المعرف، لما علمت من أحدية صفاته و عينيتها مع ذاته تعالى.

و خرج أيضا ما يؤثر لكن لا على وفق الإرادة كالطبائع للبسائط العنصرية و المركبات الجمادية.

و هي فينا من الكيفيات النفسانية و مصححة للفعل و تركه، و قوة على الشي‌ء و ضده، و تعلقها بالطرفين على السوية، فلا يكون فينا تامة إذ مبادى‌ء أفعالنا الاختيارية واردة علينا من خارج كالتصديق بترتب الفائدة أو ما في حكمه من الظن و التخيل و كالشوق و الإجماع المسمى بالإرادة و الكراهة.

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست