لمّا سبق إلى قريحتك أن ليس شيء من الموجودات العالميّة خارجا عن
قانون القضاء و القدر، فليس لك أن تصول و تقول- لضيق حوصلتك و قصور إحاطتك بسلسلة[2]الأسباب و ربطها[3]بالمسبّبات-: إنّ القسمة الأزليّة لما ذا[4]اقتضت هذا التّفصيل؟ و كيف انتظم العدل[5]مع هذا التّفاوت و التّفضيل[6]؟ و أين عدل اللّه فينا و قد قال[7] (تعالى):وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[8]؟
فاسكت أيّها القاصر المقتصر في درك الحقائق على مدارسة أحكام الألفاظ
و الظّواهر، و أين لك مع بضاعتك المزجاة و التّعمّق في بحور هذه الذّخائر؟ و أنّى
للعميان و السّؤال عن حقائق الألوان؟ و كيف للسّالكين في حضيض عالم الألفاظ و
المباني، و[9]الاستشراف
بعقولهم[10]المزخرفة[11]في إدراك الحقائق[12]العظيمة و المعاني؟ فليس لأحد من الرّاسخين في[13]العلوم، و لا من تأدّبهم[14]بآداب اللّه و آداب الرّسول (صلّى اللّه
عليه و آله) أن يتخاطبوا معك