اعلم أنّ الأحوال نعني[2]بها هاهنا أخلاق النّفس و ملكاتها الفاضلة،
الّتي تؤثّر[3]بوجودها[4]و استقرارها في تصفية
الرّوح الإنسانيّ[5]المسمّى بالقلب الحقيقي و تطهيره[6]عن شوائب الدّنيا و شواغل الخلق تأثيرا ضعيفا أو
قويّا؛ حتّى إذا طهر القلب وصفا، اتّضح له حقيقة الحقّ.
و الأحوال الجميلة في الإنسان تنبعث[7]من الأعمال الحسنة الصّادرة منه، كما أنّ
الصّفات الرّديّة تنشأ[8]من الأفعال السيّئة. إذ ما من عمل يصدر من ابن
آدم[9]، قول أو فعل[10]، فكر أو عمل، خير أو شرّ، إلّا و له تأثير في
أحوال قلبه. و إليه