responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 90

و لما ثبت التلازم بين الهيولى و الصورة، و من البيّن أن العلاقة بينهما ليست علاقة التضايف لإمكان تعقل كل واحدة منهما بدون الأخرى و أن عرض لهما علاقة التضايف من جهة كونهما شيئين مستعد أو مستعد له و لكن النظر في تلازم ذاتيهما فلا بد هناك من علة، و إذ قد ثبت أن شيئا منهما ليست علة للأخرى فهما معلولا علة واحدة موجبة لهما تحقيقا لمعنى التلازم‌، فأذن وجود كل منهما عن سبب‌ واحد منفصل‌ مفارق عن الأجسام و توابعها و ذلك السبب الواحد أما أن يقيم كل واحدة منهما بالأخرى على الوجه الدائر و هو معلوم الاستحالة، أو مع الأخرى فلا يخلو إما أن يكون كل واحدة منهما بحسب نفس ذاتها متعلقة بنفس ذات الأخرى تعلقا افتقاريا فيرجع إلى الوجه الدائر، أو ليس هناك تعلق الافتقار من جانب، فينقلب التلازم بالطبع إلى التصاحب الاتفاقي كما علمت، أو يكون التعلق الافتقاري من الجنبتين في الوجود لكن لا لكل من الذاتين بنفس ذات الأخرى بل بمعروضها فيكونان عرضين متبايني المعروض كالأبوة و البنوة أو من الجنبتين و لكل من الذاتين بنفس ذات الأخرى و لكن لا في أصل الوجود بل في وصف آخر كاللبنتين المنحيتين فيكون على تفارق في الوجود و ارتباط في ذلك الوصف فينفسخ فرض التلازم بينهما بحسب الوجود هذا خلف. فقد علم أن بعد فرض المقيم لكل منهما لا يمكنك أن تدير الإقامة من الجنبتين و لا أن ترفع الافتقار منهما جميعا و تقول: ليس إحداهما بأن تقام بها الأخرى أولى من الأخرى بعكسه فقد تعين أن إحداهما بخصوصها متعينة لأن تقام بها الأخرى، فلنا أن ننظر أن آيتهما كذلك و آية عليته تكون لها حينئذ و إذ ليست للهيولى إلا قوة القبول و ليست لها جهتان ليؤثر و يتأثر و القابل من حيث هو قابل لا يكون موجبا لوجود المقبول لأن علاقة الاستعداد دائما تكون بحسبها الجواز و القوة لا الوجوب و الفعلية. فالهيولى ليست علة موجبة للتلازم و لا شريكة لها، فقد تعينت الصورة للعلية، و إذا ليست آلة أو واسطة مطلقة فتكون جزء من العلة التامة للهيولى غير الفاعل قريبا أو بعيدا و غير الآلة المطلقة لكن لا بشخصيتها لاحتياجها إلى الهيولى في لوازم شخصيتها من التناهي و التشكل بل بحقيقتها النوعية. فقد علم أن الهيولى مفتقرة في وجودها إلى طبيعة الصورة لتكون شريكة لعلتها الفاعلية و الصورة مفتقرة إلى الهيولى لا في وجودها بل في أمور خارجة عنها لازمة لوجودها، و إلى هذا أشار بقوله: و ليست الهيولى غنية من كل الوجوه عن الصورة لما بيّنا أنها لا تقوم بالفعل‌

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست