responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 45

يبقى مع الاتصال لأن الذي يبطله الانفصال هو الاتصال العارض لا الجوهر و بيانه أن لفظ الاتصال كما مر قد يطلق على المعنى الإضافي الذي لا يتصور أن يعقل إلا بين شيئين سواء كانا متعددين في الخارج ثم يحدث أو يتوهم بينهما اتصال أو يتصور للجسم المتصل الواحد أجزاء وهمية فيقال عليها: أنها متصلة بعضها ببعض أو يكون في الجسم اختلاف عرضين قارين أو غير قارين فيقال: أن محلّ أحدهما متصل بمحل الآخر و لا شك في عرضيته للاتصال بهذا المعنى النسبي و هو الذي يقابله الانفصال فلا يصلح أن يكون جزء لأمر جوهري محض و قد يطلق على المعنى الحقيقي الذي لا يستدعي أن يكون بين شيئين و هذا اصطلاح خاص لا يفهمه الكافة من لفظ الاتصال و هو الممتد الجوهري على اصطلاحهم، فلقائل أن يقول: الاتصال بالمعنى الثاني نفس الجسم و هو بعينه المقدار و لا يقابله الانفصال بل الانفصال يقابل الاتصال بالمعنى الأول و هما يتعاقبان عليه مع بقائه بعينه في الحالين. و أما ما يقال: أن الممتد شي‌ء له الامتداد فيلزم أن يكون محل الامتداد غيره فليس بشي‌ء، فإن هذه إطلاقات عرفية و تجوزات لفظية لا يبتنى الحقائق العلمية عليها و هذا مثل بعد بعيد و خط طويل فإن هذه الإطلاقات لا يوجب زيادة البعدية على البعد و الطول على الخط و إطلاق صيغ المشتقات بهذا الوجه شائع في باب الأمور العامة كالموجود بما هو موجود، فإنه بمعنى الوجود.

فإن قيل: توارد المقادير المختلفة بالصغر و الكبر على الجسم الواحد إذا تكاثف و تخلخل يوجب عرضية المقادير فكيف حكمتم بجوهريتها؟ يقال: إن وجود التخلخل و التكاثف من فروع وجود الهيولى فإذا لم يكن المقدار غير الجسم لا يتصور زيادة المقدار و نقصانه من غير ورود مادة عليه و انفصالها عنه، فإن زيادة المقدار على هذا التقدير بعينها زيادة أجزاء الجسم و نقصان نقصانها فمرجع التخلخل و التكاثف حينئذ إلى تخلخل الجسم بين أجزاء الجسم و انفصاله عنها و اجتماعها لا الحقيقيين و إثباتهما بالقمقمة الصياحة إذا وقعت في النار في غاية الضعف و كذلك الاستدلال بالقارورة الممصوصية [الممصوصة] إذا كبت على الماء سيما و قد شوهد عند الكب الحبابات الدالة على خروج الهواء و لا سبيل لنا إلى الحكم بأن الماص لم يعط من الهواء بقدر ما يأخذ منها حتى يلزم التخلخل.

و ذكر الشيخ الإلهي في «حكمة الإشراق» أنه: قد جرب رشح بعض الأدهان من‌

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست