responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 43

المبحث الثالث:

أنكم أثبتم في الجسم امتدادا جوهريا هو الصورة الجسمية و امتدادا عرضيا هو المقدار التعليمي و الامتداد من حيث ماهية الامتداد حقيقة واحدة و الحقيقة الواحدة لا تختلف بالجوهرية و العرضية فإذا ثبت عرضيته بعض أفرادها عندكم على ما ذكرتم من حديث تبدل أشكال الشمعة الواحدة فقد وجب عرضية الجميع و هذه الأبحاث الثلاثة في الحقيقة ترجع إلى نفي الصورة الممتدة الجوهرية كما هو مذهب الشيخ الإلهي في كتاب «التلويحات». و أجيب من قبل المشائين أما عن الأول فبأنّ الجسم من حيث هو جسم لا يتصور بدون قابلية الأبعاد الثلاثة على نعت الاتصال و لهذا حدد بها و لو لم يكن متصلا في مرتبة ذاته لم يصح قبوله للمقدار كما قال الشيخ الرئيس في «الحكمة العلائية»:

جسم در حدّ ذات پيوسته است‌

 

كه اگر گسسته بودى‌

 

قابل أبعاد نبودى و الحاصل أن نفس ذات الجسمية بما هي هي لو لم يكن متصله في مرتبة جوهر الحقيقة بل كان اتصالها من قبل العارض كان بحسب الوجود إما من المجردات عن الجهات و الأبعاد و إما متآلفة الذات من الجواهر الفردة متناهية أو غير متناهية. ثم يعرضها التعلق بالأحياز و الجهات و يلحقها الاتصال و قبول الانقسام لا إلى نهاية في مرتبة ثانية و كلاهما محالان، فقابليته للأبعاد إنما يتصور إذا كان متصلا بالذات و ما يثبت للجوهر في مرتبة ذاته فهو جوهر فثبت الاتصال الجوهري.

أقول: فيه نظر و له جواب، أما النظر فهو أن هذا الكلام إنما يتم لو ثبت امتناع تقوّم الجوهر بالعرض و هو غير تمام عند من جوّز تركب الجسم من جوهر و عرض و هو الامتداد، فالامتداد و إن كان حاصلا في حدّ حقيقة الجسم لكن لا يلزم على هذا المذهب كونه جوهرا لا يقال: نحن نجري الكلام في الجزء الآخر للجسم عندهم فيلزم كونه ممتدا جوهريا كما لا يخفى على المتأمل لأنّا نقول: هذا بعينه منقوض بالهيولى التي أثبتم، فإن الهيولى عندكم و إن كانت متصلة باتصال يحصل لها من قبل الصورة لكنها في حد ذاتها ليست متصلة و لا منفصلة، فليكن الجسم أو جزؤه أيضا كذلك.

و أما قولكم: لو لم يكن الجسم في حدّ ذاته متصلا يلزم أن يكون جزءا لا يتجزأ

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست