اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 42
الجسم هو الاتصال نفسه إذا لم يكن الاتصال خارجا عن حقيقة الجسم و لا
كل حقيقته فهو جزء الجسم فله جزء آخر يقبل الانفصال و الاتصال و ذلك الجزء لا
محالة جوهر محل للجوهر الممتد بذاته فهو الهيولى إما كونه جوهرا فلبقائه في حالتي
الاتصال و الانفصال و توارد الصور عليه و لو كان عرضا يلزم من بقائه [بقاء] جوهر
معه هو موضوعه، و على التقديرين يلزم بقاء جوهر سواء بقي معه عرض أو لم يبق و هو
المطلوب. و أما كونه محلا للجوهر الممتد فلاتصافه بالوحدة الاتصالية و الكثرة
الانفصالية لان الصورة الجسمية تصير واسطة لاتصافه بذينك النعتين بل أن اتصافه
بالوحدة الاتصالية و الكثرة الانفصالية عين اتصافه بالصورة الواحدة و الصور
الكثيرة إذ المعني بالوحدة الاتصالية و الكثرة الانفصالية هو الصورة الواحدة و
الصور المتعددة لا غير كما سبقت الإشارة إليه من أن الاتصال عين حقيقة الممتد
بذاته فإذا كانت الصورة الممتدة بنفسها نعتا للجوهر فالجوهر المنعوت يكون محلا لها
و في هذه الحجة أبحاث.
المبحث الأول:
أن بناءها على ثبوت الاتصال الذي هو بمعنى الممتد الجوهري و نحن لا
نسلم في الجسم إلا الاتصال الذي قيل أنه من فصول الكم و ما سواه ممنوع، و ما قيل
من أنك إذا شكلت الشمعة بأشكال مختلفة تغيرت أبعاده مع بقاء اتصال واحد فغير مسلم
فإن الشمعة المتبدلة الأشكال لا يخلو عن تفرّق و اتصال و توصل افتراق فالمطولة
منها إذا جعلت مستديرة يجتمع فيها أجزاء كانت متفرقة و المدورة إذا جعلت مستطيلة
يفترق فيها أجزاء كانت متصلة، فاتصال واحد مستمر مع تفرّق الاتصالات و تقطع
الامتدادات كيف يكون صحيحا؟!.
المبحث الثاني:
أن الاتصال الذي يبطله الانفصال ثم يعود مثله بعد زوال الانفصال لا
شك في عرضيته فإن الجسم عند توارد الانفصال و الاتصال عليه باق بمهيته و نوعيته لا
يتغير فيه جواب ما هو و كل ما لا يتغير بتغيره جواب ما هو عن شيء فهو عرض
فالاتصال الذي يبطله الانفصال عرض.
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 42