responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 418

وسط، بل بحسب الغير. و كذا معنى الواجب لذاته ليس أن هناك ذاتا و وجودا يقتضيه و إنما هو شي‌ء يتصوره العقل و يحكم بوجوده من حيث ذاته بخلاف الممكن لذاته، فإن العقل لا يجزم بوجوده و لا بعدمه إلا بعد اعتبار وجود الغير أو عدمه. و مع اعتبار العلة وجودا أو عدما يصير واجبا أو ممتنعا و إذا تحقق ذلك فنقول: إن التلازم بين المحوى و نفي الخلاء ليس باعتبار حقيقة المحوى من حيث ذاته، بل باعتبار كونه ملاء داخل الحاوي و بهذا الاعتبار وجوده واجب مع وجود الحاوي لا به كما وجب تحقق نفي الخلاء بذاته لا به، و هذا لا ينافي وجوبه بغير الحاوي بل يؤكده و لذلك حكم بامتناع إفادته وجود المحوى و لا ينافي أيضا وجوب نفي الخلاء داخله لأنه بل بالذات. و أما إذا تصور أحد التلازم بين نفي الخلاء و وجود المحوى باعتبار كونه معلولا للحاوي فقد جعل وجود المحوى في هذا الفرض مما يمكن أن يتصور معه وجود الخلاء فانقلب به كل من المتلازمين عما يقتضيه ذاته و صار الممكن ممتنعا و الممتنع ممكنا. فإن المحويّ مع كونه واجبا بالحاوي ممتنع لذاته و الخلاء الذي هو ممتنع لذاته على هذا التقدير يكون ممكنا لذاته لائق لا يقال: لا نسلّم التلازم بين عدم المحويّ و وجود الخلاء لأنّا لو فرضنا عدم الحاوي و المحوي معا فأحد المتلازمين أعني عدم المحويّ متحقق مع انتفاء الآخر أعني وجود الخلاء لما قيل إن عدم المحوي و وجود الخلاء، فيما نحن فيه، متلازمان كما بيناه و لا حاجة لنا إلى إثبات التلازم بينهما مطلقا فإنه ليس بشي‌ء إذ التخصيص في القواعد العقلية غير مرضي إذ ربما يؤدي إلى الخلل في قاعدة أخرى بل لما ذكرنا من أن التلازم بينهما لا بد فيه من اعتبار الحاوي فإن المحوى لا يستلزم، من حيث ذاته، نفي الخلاء، بل من حيث إنه متحدد بالحاوي، إذ الجسم بما هو جسم لا يستلزم خلاء، و لا ملاء، كما أن الجسم المحيط لا ملاء و لا خلاء له إذ لا مكان له، هذا عند القائلين بكون المكان سطحا من الجسم الحاوي. و أما عند القائل بالبعد فلا بد من اعتبار البعد في الخلاء و الملاء فكما أن التلازم بين المحوي و عدم الخلاء يوجب اعتبار الحاوي أو البعد المحدود في المتلازمين فكذا يعتبر أحدهما في التلازم بين نقيضيهما يعني عدم المحوى و وجود الخلاء و كلا الأمرين مفقود في فرض عدم الحاوي و المحوي معا فافهم ذلك و احسن أعمال رؤيتك في جواب من قال: إن نفي الخلاء الذي هو المكان الخالي أما بعدم المكان أو بوجود الملاء فاستلزام المحوي لعدم الخلاء لا ينحصر في‌

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست