responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 39

الانفصال و الاتصال في الخارج، و مناط قيام البرهان على إثبات الهيولى هذا دون ذاك، و توضيحه أنّ مال القسمة الانفكاكية عند المشائين إلى زوال جوهر ممتد و حدوث جوهرين ممتدين و هذا هو المحوج إلى الهيولى الأولى كما علمت، و مجرد إمكان القسمة إمكانا ذاتيا فطريا لا يستلزم أن يكون له قابل غير نفس الاتصال أي ما هو متصل بذاته، و كذلك مجرد كون الشي‌ء متصلا بنفسه من دون حدوث هذا المعنى فيه لا يستوجب أن يكون لوجود حامل سوى ذاته، كما إن إمكان العدم و كذلك حصول الوجود في المجردات لا تقتضي أن يكون لها قوابل سوى ذواتها المجردة بل المحوج إلى القابل هو استعداد العدم أو الوجود و لفظ الإمكان مشترك بين هذين المعنيين فإن إمكان شي‌ء بمعنى الاستعداد [له‌] لا يجامع حصوله فله قابل آخر غير ذاته بخلاف إمكان شي‌ء بالمعنى الآخر فإنه لا يأبى الاجتماع معه و اللااجتماع أصلا فلا يحتاج فيه إلى قابل لذلك الشي‌ء غير ذاته. و قد أجاب عنه بعض الأعاظم بأن قبول القسمة الوهمية مساوق لإمكان القسمة الانفكاكية بالنظر إلى نفس طبيعة الامتداد و إن منع عنها مانع لازم أو غير لازم كالصورة النوعية للفلك و الصلابة و الصغر في بعض الأجسام إذ لو امتنع الانفكاك الخارجي على الجوهر الامتدادي لذاته لكان فرض الانقسام فيه من الأوهام الاختراعية و لم يكن حينئذ فرق بين فرض الانقسام فيه و بين فرضه في المجردات و لا شك أن الانقسام الوهمي من المعاني الانتزاعية خصوصا إذا كان منشأه اختلاف عرضين حالّين فيه.

أقول: هذا منقوض بالزمان، فإن [فانه‌] عندهم مقدار متصل قابل للانقسام الوهمي غير قابل للانقسام الخارجي و أيضا توهم القسمة لا يوجب تجويز وقوعها في الخارج و تجويز العقل وقوع شي‌ء لا يساوق إمكان وقوعه، فربما جوّز العقل تحقق شي‌ء في بادئ النظر ثم أقيم البرهان على خلافه و إذا لم يكن أمر ممتد قابلا للانفكاك بحسب الخارج لا يلزم أن يكون توهم القسمة فيه من قبيل توهم القسمة في المجردات، فإن الذي لا امتداد له و لا وضع له لا مجال للوهم أن يتوهم فيه شيئا دون شي‌ء و يمكن أن يقال في إبطال هذا المذهب أن كل واحد من تلك الأجسام لو كان بسيطا أي يكون له طبيعة واحدة كان كروي الشكل كما سيجي‌ء من أن الشكل الطبيعي للجسم البسيط هو الكرة و لو كان كذلك لحصلت الفرج فيما بين تلك الأجسام لأن ملاقاة الكرات بعضها مع بعض بظواهرها إنما هي بالنقطة فيكون ذلك قولا بالخلاء و هو

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست