اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 38
الإشارة إليه و أجيب عنه بإبطال الأجسام الديمقراطيسية
[الذيمقراطيسية] بأن كلا من القسمة الوهمية أو الفرضية أو التي باختلاف عرضين
قادرين أو غير قادرين تحدث كثرة في المقسوم متشابهة و مشابهة للكل في الماهية و
الأفراد المتماثلة متضاهية في الأحكام بحسب نفس الماهية فما يصح على فرد من أفراد
حقيقة واحدة يصح على جميعها، و إن منع عنه مانع خارجي فهو غير قادح في جواز وقوعها
نظرا إلى نفس الذات من حيث هي هي، فاتّصاف تلك الأجسام بالانفصال يستلزم جواز
اتّصاف أجزائها المتصلة بالانفصال لماهيتها و التحام أجزائها المتصلة يستلزم جواز
اتصاف تلك الأجسام بالالتحام كذلك و إن صدّها عن الفصل و الوصل صادّ لاحق و عاق
عنهما عائق خارج فهو لا يوجب استنكاف حقيقتها عنهما فإذن اتصال كل من تلك الأجسام
كاشف عن قوة قبول القسمة الخارجية و انفصال كل اثنين منها عن جواز طريان الاتصال
بينهما عليهما فهذا هو تقرير البرهان المشهور على إبطال هذا المذهب.
و مما يجب أن يعلم أن الحجة المذكورة لا تبتنى على كون تلك الأجسام
متحدة الماهية كما هو مسلم عند صاحب هذا المذهب على ما نقل عنه حتى قيل: إن القياس
حينئذ جدلي إذ على تقدير كون الأجسام المذكورة متخالفة الماهية ليس منشأ تخالفها
النوعي هو الصورة الامتدادية لأنها نوع واحد كما سيأتي، بل صورة أخرى نوعية و
المقصود إثبات أن الطبيعة الامتدادية بما هي هي لا يأبى الانفصال و الاتصال و هو
المحوج إلى المادة و مع قطع النظر عن هذا النظر في جسم مفرد منها يؤدي إلى المطلوب
و لا حاجة إلى أخذ كونه مماثلا لجسم آخر منها فإنّ اشتراك أجزاء المقدارية معه في
الطبيعة النوعية يقتضي أن يصح عليها ما يصح عليه و بالعكس فكما أن أحد جزئيه متصل
بالجزء الآخر و مجموعهما منفصل عن غيره فكذلك يصح انفصال الجزءين و اتصالهما
بغيرهما تحقيقا لمعنى اشتراك الكل و جزئيه في نوع واحد.
و اعترض عليه بأن هاهنا مغالطة باشتراك اللفظ و هو أن ما يقبله
الأجسام الديمقراطيسية [الذيمقراطيسية] ليس إلا انفصالا خلقيا و اتصالا فطريّا.
فالقبول هاهنا بمعنى مطلق الموصوفية في بدء الأمر و لا يمكن أن يقاس عليه استعداد
طريان الانفصال و الاتصال، فإن مقتضى كون كل ما صح لفرد ما من أفراد الطبيعة
النوعية صح لسائر الأفراد بحسب نفس الأمر ليس إلا إمكان الاتصال الفطري لها بدلا
عن الانفصال، و الانفصال الفطري لها بدلا عن الاتصال إمكانا ذاتيا في ابتداء
الخلقة لا إمكانا استعداديا لطريان
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 38