responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 278

مباين الذات عنه، إذ ليس كونه إمكانا للحادث حينئذ أولى من أن يكون لغيره، فتعين الثاني‌ و هو المادة، فكل حادث يسبقه إمكان وجوده و هيولى و الهيولى لا يصح حدوثها إلا على سبيل الإبداع، و إلا لكان يسبقها هيولى و إمكان فيصير الهيولى صورة أو هيئة فيه، فلا يكون هيولى و هو محال فلا حادث إلا ما له قوة وجود في هيولى و ذلك إما أن يكون مع المادة كالنفس، أو عن المادة كالصورة، أو في المادة كالعرض، و احتياج الحادث إلى المادة من وجهين:

أحدهما: إن استعداد المادة شرط في وجوده، فإنه إذا كان الفاعل مفارقا لا يتغير، فحدوث الحادث لتجدد القابل أو ما في حكمه حصول استعداده له بعد عدم كونه مستعدا و إلا يلزم من وجود الحادث في وقت مخصوص دون غيره من الأوقات ترجيح بلا مرجح.

و الثاني: لحاجته إلى المادة في قوامه أو في فعله الذي به يتحقق تمامه و كماله، و هيولى المتفاسدات واحدة، و إلا لكان الفاسد فسد مع مادته و الكائن حدث مع مادته فيكون الهيولى فاسدا و كائنا و هذا خلف.

قال الشارح الميبدي: لم لا يجوز أن يكون الحادث جوهرا غير جسماني حالا في جوهر آخر كذلك، و لم يقم دليل على امتناع ذلك أو عرضا قائما بجوهر غير جسماني، فإن علوم العقول و النفوس بل كيفيّاتها القائمة بها على الإطلاق إعراض موضوعاتها ذوات العقول و النفوس و ليست بأجسام. و لا يمكنهم تعميم الموضوع بحيث يتناول الجسم و غيره، إذ يبطل حينئذ ما فرعوا على هذه القاعدة مثل ما سيجي‌ء من أن العقول جميع كمالاتها بالفعل، لأن كون بعضها بالقوة يوجب كون العقول مادية، لأن كل حادث لا بد له من مادة.

أقول: قد حققنا في مبحث الهيولى أن جهة الإمكان الاستعدادي و القوة يرجع مطلقا إلى الهيولى، و أن الهيولى لا حقيقة لها إلا القوة و الإمكان لضعف وجودها و خسة جوهرها، فالعقول لقوام جواهرها و شرفها و فعلية وجودها لا يمكن أن يكون مادة لصورة حادثة أو موضوعا لعرض حادث لفقد القوة و الإمكان فيها لأنها من لوازم الهيولى بل عين الهيولى. و ذوات العقول صور مجردة ليست جواهرها جواهر استعدادية بل صورية محضة كما برهن عليه في كتب المعلمين أرسطو و الفارابي و في‌

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست