اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 254
مواد الأفلاك متغايرة بالنوع و تشخص كل منها مقتضى نوعه و نوعه منحصر
في فرده.
و أما تعدد الأشخاص العنصرية فللعوارض المختلفة التي تلحق هيولاها
الواحدة كالمتصل الواحد من الماء يقوم ببعضه حمرة و بالبعض الآخر سواد و الشخص [من
الماء] واحد، فالسؤال إنما ينم لو كانت التعددات اللاحقة بالمادة تشخصات لها و هو
ممنوع، بل العوارض لشخص واحد قابل و أنت تعلم أن هذا الجواب لا يدفع الاعتراض عن
كلام المحقق بل هو جواب آخر عن إيراد الإمام.
أقول: و هاهنا أبحاث، أما في كلام الإمام فلأن خلاصة كلام الشيخ أن
الواحد النوعي تعينه أما بمهيته و لوازمها أو عوارضها المفارقة و على الأولين يلزم
الانحصار في فرد واحد و على الثالث يحتاج إلى مادة حاملة لإمكان حدوث العرض المفارق
و زواله بناء على أن كل حادث يفتقر إلى مادة و تلك المادة ليست هي ذلك الشخص
المتشخّص بذلك العرض لعدم تحصّله بعده و لا ما يحله لامتناع كون الحال محلا لتشخص
المحل، فبقي أن يكون محل ذلك الشخص هو الحامل له و لتشخّصه و عوارضه، فثبت أن كل
نوع متكثر الأفراد مادّي و يلزم من ذلك إن كل مجرد نوعه منحصر في فرده بعكس
النقيض، و أما أن تكثر الأفراد يحتاج إلى تكثر المواد أم لا، فليس له عين و لا أثر
في كلام الشيخ أصلا فسقط اعتراض الإمام عنه رأسا. و أما في كلام المحقق، فلأنّ كون
الشيء قابلا لتكثر نفسه غير معقول سواء كان ذلك الشيء مادة أو غيرها و المعتذر
[ما اعتذر] عنه بعضهم من أن قبول المادة التكثّر لذاتها لإبهامها فإنّها إذا كانت
في ذاتها مبهمة لا واحدة و لا كثيرة، جاز أن تصير كثيرة بعد ما كانت واحدة و
بالعكس، فقد علمت حاله في بحث الهيولى فتذكر أن الموجود الخارجي لا ينفك عن الوحدة
الشخصية و إبهام الهيولى إنما هو بالقياس إلى الأنواع و الأشخاص الجسمانيّة لا
بالقياس إلى نفسها، فإن إبهام الشيء بالقياس إلى نفسه غير متصور فإن قلت: يمكن
توجيه كلام الإمام بأن مقصوده إيراد النقض على القاعدة المذكورة في كلام الشيخ
بهيوليات الأفلاك لكونها متكثرة من دون أن يكون لها هيوليات أخر إذ لا هيولى
للهيولى و بأن مادة المتكثر لما كانت متكثرة فتنقل الكلام إلى تكثرها فيلزم
التسلسل في المواد، قلت: كلا الوجهين غير مرضي.
أما الأول:فلأنه إن كانت
هيوليات الأفلاك متخالفة الأنواع كما هو المشهور فظاهر عدم ورود النقض بها كما مر،
و إن لم يكن متخالفة الأنواع فالجميع إما واحدة
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 254