responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 220

السمع‌ و هي قوة مرتبة في العصب المتفرق في سطح الصماخ تدرك صورة ما يتأدى إليه من تموج الهواء المنضغط بين قارع و مقروع مقاوم له انضغاطا بعنف يحدث منه صوت فيتأدى تموجه إلى الهواء المحصور الراكد في تجويف الصماخ و يموجه بشكل نفسه و يماس أمواجه بتلك الحركة تلك العصبية فيسمع. هذه عبارة الشيخ في «الشفا و النجاة» و قد تسامح حيث اقتصر في سبب الصوت على القرع مع تصريحه بأنه قد يحصل بالقلع و الحرق كأنه نوع من الصوت لا أنه هيئة عارضة للصوت، و إلا لكان المسموع عند سماع الحرف شيئين: الصوت و الحرف، مع أنّا نعلم بديهة أنّا حين سماعنا للحرف نسمع شيئا واحدا فما عرّف به الشيخ الحرف من كونه هيئة عارضة للصوت يتميز بها عن صوت آخر مثله في الحدّة و الثقل تميزا في المسموع لا يخلو عن مسامحة. و قوله: تميزا في المسموع للاحتراز عن هيئة يحصل بها التمييز بين الصوتين تميزا لا في المسموع كالطيب و بملائمة الطبع و غيرهما من الأمور التي يحصل بها التميز بين الأصوات لا بالسمع بل بالوجدان.

و اعلم أنه إذا كان حدوث الصوت و سماعه مشروطين بالهواء كما عليه الجمهور لم يكن لتماس الأفلاك صوت و لو فرض لم يمكن وصوله إلينا لامتناع النفوذ في جرم الفلك لكن نسب إلى القدماء من الأساطين أنهم يثبتون للفلكيات أصواتا عجيبة و نغمات غريبة يتحير من سماعها العقل و تتعجب منها النفس.

و حكى عن فيثاغورث أنه عرج بنفسه إلى العالم العلوي فسمع بصفاء جوهر نفسه و ذكاء قلبه نغمات الأفلاك و أصوات حركات الكواكب ثم رجع إلى استعمال القوى البدنية و رتب عليها الألحان و النغمات و كمل علم الموسيقى‌ و منها البصر و هي قوة مودعة في ملتقى الزوج الأول من الأزواج السبعة الدماغية من العصب و هما العصبتان المجوفتان المبتدأتان من غور البطنين المقدمين من الدماغ عند جواز الزائدتين الشبيهتين بحلمتي الثدي المتيامن ما ينبت منهما يسارا و المتياسر ما ينبت منهما يمينا حتى يلتقيا على تقاطع صلبي ثم ينعطف النابت يمينا إلى الحدقة اليمنى و النابت يسار إلى الحدقة اليسرى و يسمى الملتقى بمجموع النور، و الفلاسفة اختلفوا في كيفية الإبصار، فالطبيعيون منهم ذهبوا إلى أنه بانطباع شبح المرئي في جزء من الرطوبة الجليدية التي هي بمنزلة البرد و الجمد في الصقالة و المرائية، فإذا قابلها متلون مستنير انطبع مثل صورية فيها كما تنطبع صورة الإنسان في المرآة لا بأن ينفصل [من‌] المتلون شي‌ء

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست