اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 217
يغني. و هكذا اضطرب كلامهم في أن الجامع لأجزاء البدن هل هو الحافظ
لها أم لا؟
و في أنّه نفس المولود أم لا؟ فذهب الرازي إلى أنّ الجامع لأجزاء
النطفة نفس الوالدين ثم أنه يبقى ذلك المزاج في تدبير نفس الأم إلى أن يستعد لقبول
نفس ثم أنها تصير بعد حدوثها حافظة له و جامعة لسائر الأجزاء بطريق إيراد الغذاء.
و نقل في بعض رسائله أنه لما كتب بهمنيار إلى الشيخ و طالبه بالحجة
على أن الجامع للعناصر في بدن الإنسان هو الحافظ لها، قال الشيخ: كيف أبرهن على ما
ليس فانّ الجامع لأجزاء بدن الجنين نفس الوالدين و الحافظ لذلك الاجتماع أولا هو
القوة المصورة لذلك البدن ثم نفسه الناطقة و تلك القوة ليست واحدة في جميع الأحوال،
بل هي قوى متعاقبة بحسب الاستعدادات المختلفة لمادة الجنين.
و ذكر الشيخ في «الشفاء» أن النفس التي لكل حيوان هي جامعة اسطقسات بدنه
و مؤلفها و مركّبها على نحو يصلح معه أن يكون بدنا لها و هي حافظة لهذا البدن على
النظام الذي ينبغي و الأشبه بمقتضى قواعد الحكماء بحيث يزول به التشويش و الاضطراب
عن مقالاتهم ما ذكره الحكيم الطوسي في «شرحالإشارات» فمن أراد الاطلاع عليه فليراجعه.و النامية تقف من الفعل أولاحين البلوغ إلى كمال النشورو تبقى الغاذية تفعلفعلها و هذا يدل على تغاير هاتين القوتين.
و أما ما أورده الإمام في هذا المقام من أن فعل النامية إيراد الغذاء
إلى العضو و تشبهه به و إلصاقه كالغاذية إلا أن الغاذية تفعل هذه الأفعال بحيث
يكون الوارد مساويا للتحلل و النامية تفعل أزيد من التحلل و لا شك أن القادر على
الشيء قادر على مثله و الجزء الزائد مشابه للأصل، فإذا قويت الغاذية على تحصيل
الزائدة فتكون هي النامية إلا أنها في الابتداء تكون قوية على إيراد البدل الأصل و
الزائد لشدة القوة على الفعل و كثرة المادة- أعني الرطوبة و قلّة الحاجة- بواسطة
صغر العضو و بعد ذلك يعود الأمر إلى النقصان لضعف في القوة و قلّة في المادة و عظم
في العضو، و يرد عليه أن التعدية و التنمية فعلان مختلفان فلا يستندان إلى مبدأ
واحد.
قال الشيخ في «الشفاء»: إن شأن الغاذية أن تؤتي كل عضو من الغذاء
بقدر عظمه و صغره و تلصق به من الغذاء بمقداره الذي له على السواء و أما النامية
فيسلب جانبا من البدن من الغذاء ما يحتاج إليه لزيادة في جهة أخرى فتلصقه بتلك
الجهة
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 217