responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 185

مشخصاتها و له مقدار بلا شبهة.

الرابع: أنه لو كانت للفلك قوة ترتسم فيها صور الجزئيات لزم أن لا تتفاوت الصور المرتسمة بالصغير و الكبير و ذلك لسريان القوة المدركة في جميع أجزائه و عدم رجحان جزء منه على جزء في القبول و الانتقاش. أقول: و يمكن الجواب عنه بأن إدراك القوة المنطبعة الفلكية أما لحركاتها أو لوازم حركاتها لأن إدراكاتها ليست جزافية فيه و هي لا تتصور المحال كما حققه الحكماء، فإن كان الكلام في إدراكها نفس تلك الحركات و الوجه في ترجيح بعض المواضع لارتسام صورها فيه دون بعض فنقول:

صور الحركات مرتسمة في مواضع الحركات من الفلك كالدوائر العظيمة و الصغيرة، فصورة الحركة السريعة ترتسم في الجزء السريع الحركة منه و صورة الحركة البطيئة ترتسم في الجزء البطي‌ء الحركة. و كذا صورة حركة كل قوس ترتسم في تلك القوس عظيمها في العظيم و صغيرها في الصغير. و أما السؤال في لميّة تخصيص بعض الأجزاء بالحركة السريعة و بعضها بالبطيئة فهو بعينه السؤال في آية [لمية] تعيين المنطقة و القطبين و قد مرّ بيانه و إن كان الكلام في إدراكها لوازم الحركات من الصور الكائنة الفاسدة و عوارضها الخاصة و السبب في تخصيص مواضع من الفلك بأعيانها بارتسام صورها الإدراكية فيها فنقول: أوضاع المناطق و الأقطاب و نسب الكواكب بعضها مع بعض و نسب العلويات إلى السفليات مما به يحصل امتياز أطراف الفلك بعضها عن بعض و بذلك يخص بعض المواضع بقبول بعض الصور و بمقدار خاص منها دون غيره و عدم اطلاع البشر على تفصيل أمر و خصوصياته لا يدل على نفيه.

الخامس: أنه لو كانت نفس الفلك عالمة بحركاتها و لوازم حركاتها فلا يخلو إما أن يكون لها علوم غير متناهية لكائنات من الحركات و غيرها في أزمنة غير متناهية شيئا بعد شي‌ء بحسب ترتب أزمنة وجودها، و إما أن يكون لها علوم متناهية لكائنات متناهية، فإن كان الأول فيكون هناك سلسلة من أمور مترتبة غير متناهية موجودة دفعة لأن الحوادث الغير المتناهية و إن كانت غير مجتمعة لكنها إذا اجتمعت صورها الإدراكية مترتبة في ذات مدركة فيوجد الغير المتناهي من المترتبات مجتمعة و قد برهن على استحالة السلسلة المجتمعة الآحاد الغير المتناهية ذات الترتيب و إن كان الثاني فيلزم أن يكون الحوادث اليومية متناهية الصور و التحقيق أنها غير متناهية الصور.

أقول: لنا أن نجيب عن ذلك أما على رأي من ذهب إلى أن نسب مقادير

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست