اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 160
كانت قبل الفساد حاصلة في حيّز غريب، فكانت تقتضي ميلا مستقيما إلى
حيزها الطبيعي.
و أماالمسألة
الثانية و هيأنه
لا يقبل الخرق و الالتيامفبيّنها بقوله:فلأن ذلك أيضا إنما يحصل بالحركة
المستقيمةحمل الباء على
السببية كما حمله القاضي غير صحيح لدلالته على أن الكون و الفساد بالحركة
المستقيمة [و الفلك لا يقبل الحركة المستقيمة فلا يقبل الخرق و الالتيام] مع
أنهما يستلزمان لها بل على معنى التلبس و المراد بالحركة المستقيمة ما يحصل بها
للجسم التوجه إلى جهة و الصرف عن أخرى و الجهة منحصرة في الفوق و التحت و البواقي
من الجهات راجعة إليهما. و قد علم أن محدّد الجهتين و كذا أجزاؤه لا يقبل الحركة
المستقيمة، فلو كان المحدد قابلا للخرق و الالتيام لزم المحذور المذكور.
بقي هاهنا احتمال: أن يحصل فيه الخرق من جهة حركة بعض أجزائه على
الاستدارة كما ذهب إليه بعضهم حيث توهم أن الكواكب متحركة في أفلاكها حركة الحيتان
في الماء، و لا يبطل به علم الهيئة لأنّ حركاتها يلزم أن تكون متشابهة حول مراكز
أفلاكها- أي لا تسرع و لا تبطئ و لا تقف و لا ترجع و لا تنعطف- فدفعه صاحب «المطارحات»
بأنه
لو كانت الأفلاك قابلة للخرق و قد برهن على كونها ذات حيوية فعند حصول الخرق فيها
و تبديد الأجزاء فإن لم يحس فليس جزؤها المنخرق له نسبة إلى الآخر لجامع إدراكي و
لا حيز لها عن أجزائها و ما سيرى لنفسها قوة في بدنها جامعة لتلك الأجزاء فلا
علاقة لنفسها مع بدنها. و قد قيل إنها ذات حياة و إن كانت تحسّ فلا بد من التألم
بتجديد الأجزاء فإنه شعور بالمنافي و كل شعور بالمنافى اما ألم أو موجب لألم و إذا
كان كذا و كانت الكواكب تخرقها بجزءيها كما يتوهم بعض الناس فكانت في عذاب دائم و
سنبرهن على أن الأمور الدائمة غير الممكن الأشرف لا يتصور عليها. انتهى قوله
الشريف و هو عندي من البراهين القوية و إن كان عند غيري من الخطابيات بل مما هو
أدون منها و لو لا مخافة التطويل لذكرت عليه عدة من الأبحاث نيابة عنهم و أجبت
عنها بمقدمات مسلّمة عند الجميع و منها ما لم يتعرض له المصنف و هي ستة:
الأول:أن نوعه منحصر
في شخصه لامتناع طبيعته عن قبول الفصل و الوصل لاستلزامهما الحركة المستقيمة كما
سبقت الإشارة إليه في أوائل الكتاب.
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 160