اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 10
كتاب في سياسات الملك، و قد صنّف المعلّم الأول كتابا حسنا في تهذيب
الأخلاق، و صنّف من المتأخرين أبو علي بن مسكويه كتابا جيدا فيه سمّاه ب «كتابالطهارة»
لخّصه المحقق الطوسي (قدس سره).
فهذه هي أقسام الحكمة الأصلية، و الحق إدخال المنطق في الحكمة و
جعلها من أقسام النظرية كما فعله الشيخ الرئيس، كيف و لو اختصّ موضوع الحكمة
بالموجودات العينية لخرج منها العلم بتقاسيم الوجود من الأمور العامة و ما أجيب به
عنه من أنّ الأمور العامة هناك ليست موضوعات بل محمولات تثبت للأعيان. فلا يخلو من
تكلّف مستغنى عنه، و كذا في جعلها مشتقات دون المبادي، إذ لا فرق بين الموجود بما
هو موجود و الوجود، و الممكن بما هو ممكن و الإمكان كما نصّ عليه الشيخ في «الشّفاء»
و
هذا الكتاب مرتّب على علوم ثلاثة: المنطق و الطبيعي و الإلهي. تقديم الأول لكونه
علما آليا و تأخير الثالث لكونه علما بما وراء المحسوسات، و دأب التعليم التدرّج
من المحسوسات إلى المعقولات و من الأسهل الأقرب إلى الأصعب الأبعد اقتفاء بالمعلّم
الأول.
قيل: أعرض المصنّف عن الحكمة الرياضية لابتنائها في الأكثر على
الأمور الموهومة كالدوائر الموهومة المبحوث عنها في الهيئة و عن أقسام الحكمة
العملية بأسرها لأن الشريعة المصطفوية قد قضت الوطر عنها على أكمل وجه و أتمّ
تفصيل.
و ردّ ذلك بأن كون الأمور التي تبتنى عليها مسائل علم الهيئة موهومة
صرفة غير متحققة الوقوع في نفس الأمر غير محال [معلوم] سيما الدوائر و الخطوط و
النقاط التي تتعيّن بالحركة كالمناطق و المحاور و الأقطاب. و كلام الشيخ الرئيس في
عدة مواضع من كتبه صريح في أن هذه الأمور كما توجد في الجسم بسبب القطع، كذلك توجد
بالحركة أيضا. و كون إدراكها مما يتعلق بالوهم و له معاونة شديدة فيها لا يوجب
كونها غير متحققة في نفس الأمر و لا أيضا يقتضي رفض العلم الذي يبتني عليها مع أنه
يشتمل على كثير من المنافع منها الإعانة على غيره من العلوم كالإلهي و الطبيعي و
الخلقي على ما ذكره بطليموس في صدر كتاب «المجسطي» بل الغفلة عن هذا العلم الشريف الذي يطّلع به
الإنسان على دقائق صنعة ناظم الوجود و لطائف حكمة خلّاق الخير و الجود نقص عظيم و
آفة شديدة لطالب الحكمة و السعادة.
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 10