responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 351

في السواد مثلا. و قد يقتضيه في الواقع كاطلاق القوة و الفعل او التحريك و التحرك على ذات متأحدة. و اما حكاية اخذ الجوهر في ماهية الجسم عن الهيولا دون الصورة الجسمية، فبيانه يستدعي تمهيد امور:

الأول:

ان المادة في كل شي‌ء امر مبهم بالقوة و الصورة امر محصل بالفعل، مثلا مادة السرير هي قطع الخشب لا من حيث ان لها حقيقة خشبية.

فانها من تلك الحيثية ليست مادة لشي‌ء اصلا، بل من حيث انها يصلح لأن يكون سريرا او بابا او كرسيا او غير ذلك. و صورته هي ما به يصير سريرا بالفعل و هي الهيئة المخصوصة بالسرير و كذا مادة الخشب هي العناصر، لا من حيث كونها ارضا او ماء و غيرهما، بل من حيث كونها مستعدة بالامتزاج، لأن يصير جمادا او نباتا او حيوانا و هكذا الى ان ينتهي الى مادة لا مادة لها اصلا، فلا تحصل و لا فعلية لها الا كونها جوهرا مستعدا، لأن يصير كل شي‌ء بلا تخصص لواحد منها دون آخر لعدم كونها الا قابلا محضا دفعا للتسلسل.

فهى مادة المواد و هيولا الهيوليات و كونها جوهرا مستعدا، لا يوجب تحصلها الا تحصل الابهام. و كونها مستعدة لا يوجب فعليتها الا فعلية القوة. و بهذا يتحقق الفرق بينها و بين العدم، فان العدم بما هو عدم لا تحصل له بوجه حتى تحصل الإبهام. و لا فعلية له اصلا حتى فعلية القوة لشي‌ء بخلاف الهيولا، اذلها من جملة الاشياء هذا النحو من التحصل و الفعلية لا غير دون غيرها، اللهم الا من جهتها.

و من هذا الكلام انكشف حق الانكشاف تركب الجسم، بما هو جسم من الهيولى و الصورة على ما هو رأي المحصلين من المشائين، فان الجسم لأجل تحصله و فعليته لا يصلح لأن يكون نفسه هي الهيولى الأولى للأشياء، بل ما هو ابسط منها. و به يتبين حق التبين كون الهيولى اخس الأشياء حقيقة و اضعفها وجودا، لوقوعها على حاشية الوجود و نزولها في صف نعال مجلس الإفاضة و الجود.

اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست