اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 193
أو عرضا عامّا له بشرط المذكور.
و تارة الى الفرق بين محمول العلم و محمول المسألة، كما فرّقوا بين
موضوعيهما ب: أن محمول العلم ما ينحلّ إليه محمولات المسائل كلّها على طريق
الترديد.
و أعجب من ذلك ما وقع للسيد الشريف- قدس سره- من أن موضوع الحكمة
ليس أمرا واحدا، بل امورا متعددة و محمولاتها المفهومات بشرط تخصّصها بتلك
الموضوعات الجزئيّة.
و أقول: لا يخفى على البصير المحدق أن ما يختصّ بنوع من الأنواع
التي تحت موضوع، ربما يعرض لذات ذلك الموضوع بما هو هو و أخصية الشيء من شيء لا
ينافي عروضه لذلك الشيء، من حيث هو و ذلك كالفصول المنوّعة للأجناس.
فأن الفصل المقسّم عارض لذات الجنس من حيث ذاته مع أنه أخص منها و
العوارض الذاتية و الغريبة للأنواع، قد يكون أعراضا أوليّة للأجناس [1] و قد لا
يكون كذلك، مع أن القسمة بها تكون أوليّة مستوعبة.
فاستيعاب القسمة قد يكون بغير أعراض اولية، فيكون القسمة اولية
ذاتية و الأعراض غريبة.
و قد يتحقّق أعراض أولية و لا يقع القسمة بها أولية مستوعبة، نعم
كل ما يلحق الشيء لأمر اخصّ و كان ذلك الشيء مفتقرا في لحوقه الى ان يصير نوعا متهيّأ
لقبوله، ليس عرضا ذاتيا بل غريبا على ما هو مصرح في كتب الشيخ و غيره، كما أن ما
لا يلحق الموجود الا بعد أن يصير تعليميّا أو طبيعيا، فليس البحث عنه من العلم
الإلهي في شيء.
و ما أسهل عليك ان تتفطّن بأنّ لحوق الفصول لطبيعة الجنس،
كالاستقامة و الانحناء للخط مثلا ليس بعد أن يصير نوعا متخصّص الاستعداد، بل
التخصّص إنما حصل بها لا قبلها، فهي مع كونها اخصّ من طبيعة الجنس اعراض اوليّة
له. و من عدم التفطّن