responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 42

ولا يجوز أن يقال : إن الموضوع [١] القريب حصل على طباعه موجودا لسبب غير النفس ، ثم لحقته النفس لحوق ما لا قسط له بعد ذلك فى حفظه وتقويمه وتربيته ، كالحال فى أعراض يتّبع وجودها وجود الموضوع لها اتباعا ضروريا ، ولا تكون مقومة لموضوعها بالفعل. وأما النفس فإنها مقومة لموضوعها القريب موجدة إياه بالفعل ، كما تعلم الحال فى هذا إذا تكلّمنا فى الحيوان.

وأمّا الموضوع البعيد [٢] فبينه وبين النفس صور أخرى تقومه. وإذا فارقت النفس وجب ضرورة أن يكون فراقها يحدث لغالب [٣]. صيّر الموضوع لحالة أخرى [٤] ، وأحدث فيه صورة جمادية ، كالمقابلة للصورة المزاجية الموافقة للنفس ولتلك الصور [٥]. فالمادة التى للنفس لا تبقى بعد النفس على نوعها ألبتة ، بل إما أن يبطل نوعها وجوهرها الذى به كان موضوعا للنفس ، أو تخلف النفس فيها صورة تستبقى المادة بالفعل على طبيعتها ، فلا يكون ذلك الجسم الطبيعى كما كان ، بل تكوّن له صورة وأعراض أخرى ، ويكون أيضا قد تبدّل بعض أجزائها وفارق مع تغير الكل


[١] اى البدن.

[٢] فى تعليقة نسخة : كما لمادة المنى.

[٣] كناية عن جسم مباين للنفس وفى مجمع البحرين ج ٢ ص ١٣٤ مادة « غلب » : « الغلب الغلاظ يقال شجرة غلبا اى غليظة ».

[٤] فراقها يحدث بغالب صير الموضوع بحالة اخرى. كما فى نسخة مصحّحة مقروة عندنا. يعنى ان يحدث من الاحداث وكلمة صير فى « صير الموضوع » منصوب على المفعولية لقوله « يحدث ». فهى مصدر لا فعل. اى يحدث ذلك الفراق بغالب كمرض او ضربة او قطع صير الموضوع بحالة اخرى اى صيرورة الموضوع بحالة اخرى وسياق العبارة والمطلب يصدّق هذه القرائة.

[٥] فى تعليقة نسخة : اى الصور التى بين الموضوع البعيد وبين النفس.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست