responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 328

يستحيل عندى ؛ فإنى لست أفهم قولهم : إن شيئا يصير شيئا آخر ، ولا أعقل أن ذلك كيف يكون ، فإن كان بأن يخلع صورة ثم يلبس صورة أخرى ، ويكون هو مع الصورة الأولى شيئا ، ومع الصورة الأخرى شيئا ، فلم يصر بالحقيقة الشىء الأول الشىء الثانى ؛ بل الشىء الأول قد بطل وإنما بقى موضوعه أو جزء منه ، وإن كان ليس كذلك فلينظر كيف يكون.

فنقول : إذا صار الشىء شيئا آخر ، فإما أن يكون إذ هو قد صار ذلك الشىء موجودا أو معدوما [١]. فإن كان موجودا ، فالثانى الآخر إما أن يكون موجودا أيضا أو معدوما. فإن كان [٢] موجودا ، فما موجودان لا موجود واحد. وإن كان [٣] معدوما ، فصار هذا الموجود شيئا معدوما لا شيئا آخر موجودا ، وهذا غير معقول.

وإن كان الأول قد عدم فما صار شيئا آخر ، بل عدم هو وحصل شىء آخر. فالنفس كيف تصير صور الأشياء.

وأكثر ما هوّس الناس فى هذا هو الذى صنف لهم إيساغوجى [٤] وكان


[١] اى الشىء الاول اما ان يكون موجودا او معدوما.

[٢] اى الثانى.

[٣] اى الاخر الثانى.

[٤] اى فرفوريوس. وكتابنا « دروس اتحاد العاقل بالمعقول » يحق الحق بكلماته ويبطل الباطل.

قال الرازى فى ص ٤٤٧ ج ١ من المباحث المشرقية : « الفصل الخامس فى إبطال قول من قال ان التعقل عبارة عن اتحاد المعقول بالعاقل ، وقد عرفت بطلان القول بالاتحاد والذى يخصّ هذا الموضع انّ من عقل شيئا فلو اتحد به فاذا عقل شيئا آخر حتى اتحد به فصارت حقيقته حقيقة المعقول الثانى فحينئذ وجب ان لا يبقى عاقلا للمعقول الاوّل والاّ لكان للشىء الواحد حقيقتان مختلفتان وذلك محال فاذا يلزم ان لا يبقى عاقلا للأول عند كونه عاقلا للثانى وهو محال ».

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست