إن القوى الحيوانية تعين النفس الناطقة فى أشياء منها : أن يورد الحس من جملتها عليها الجزئيات فتحصل لها من الجزئيات أمور أربعة :
أحدها انتزاع الذهن الكليات المفردة [١] من الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن المادة وعلائق المادة ولواحقها ومراعاة المشترك فيه والمتباين به والذاتى وجوده والعرضى وجوده ، فتحدث للنفس من ذلك مبادئ التصور وذلك بمعاونة استعمال [٢] الخيال والوهم.
والثانى إيقاع النفس مناسبات بين هذه الكليات المفردة على مثل سلب أو إيجاب [٣] ، فما كان التأليف فيها بسلب أو إيجاب أوّليا بينا بنفسه أخذه ، وما كان ليس كذلك [٤] تركه إلى مصادفة الواسطة [٥].
[١] فى تعليقة نسخة : اى الكليات الخمس. [٢] استعماله للخيال والوهم ، نسخة. ولكن الظاهر : « استعمالها ». [٣] كمفهوم الفرد والزوج والحجر والشجر. والايجاب كمفهوم الانسان والناطق. [٤] كاثبات جوهرية النفس وسلبها. [٥] اى البرهان.