responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 289

ولنمتحن أولا أنه هل يمكن أن يكون محلها طرفا غير منقسم ، فنقول إن هذا محال ، وذلك لأن النقطة [١] هى نهاية ما لا تميز لها عن الخط فى


[١] قال الرازى فى المباحث ج ٢ ص ٣٦٠ : « سلمنا انه ليس للنقطة امتياز عن المقدار الذى هى نهايته لكن لم قلتم انه لا يحلّ فيها الاطرف ما يكون حالا فى ذلك المقدار وما البرهان على ذلك؟ فانه ليس ذلك من الاوليات. ثم انّ ذلك منقوض بالالوان فانها لا توجد عندكم الا فى السطوح ولا حصول لها بالفعل فى اعماق الاجسام وكذلك النور والضوء لا يوجدان الا فى السطوح وكذلك المماسة والملاقاة لا تحصل الا فى النهايات وكذلك الملاسة والخشونة لا تحصل الا فى السطوح فبطل قولكم ان النهايات لا يحلّ فيها الا نهايات ما هى حالة فى المقادير ».

وفى تعليقة نسخة : اقول : يمكن ان يقال ان النقطة عدمية مطلقا وليست لها جهة وجودية حتى يصلح للمحلية. اما السطح والخط فليسا عدميين على الاطلاق لانهما من حيث انهما نهايتان يكونان عدميين ولكن لهما جهة غير الانتها وهى كون السطح ذا امتدادين والخط ذا امتداد واحد فيكونان من هذه الجهة وجوديين. فالخط والسطح يمكن ان يكونا محلّين.

واعلم ان بعض الاعراض والحوادث لا يحتاج حدوثه الى الفعل والانفعال فى محله بل استعداد المحل له هو محض المقابلة وكونه سطحا مثلا كالاضواء والالوان. والالوان عند المحققين لا تكون غير الاضواء والتماس والتلاقى والصورة المعقولة حدوثها فى القوة المدركة ليست من هذا القبيل فاذا كان محلها ما هو طرف الجسم فلابد من الفعل والانفعال فى محله حتى يستعد والا يجب ان يكون حصول الصورة فيها إما دائما او ممتنع الحصول فيها والنقطة مادامت نقطة وتكون متصلة لا تكون قابلة لتحقق الفعل والانفعال فيها الا بتحقق الفعل والانفعال فى الشىء الذى هى طرفه فالمحل حينئذ يكون ذلك الشىء بالذات لا النقطة ، نعم لو تميزت النقطة عن ذى الطرف فيكون منفصلة عنه ومعلوم انها حينئذ لا تكون نقطة بل يكون جسما من الاجسام يصح ان يحل فيها الصورة بعد الاستعداد ويلزم على حلولها فيها ما يلزم على حلولها فى الجسم.

قال الرازى فى المباحث ج ٢ ص ٣٦٠ : « النقطة مما لا يعقل لها حصول المزاج لها حتى يختلف حال استعدادها فى القابلية وعدم القابلية بل ان كانت قابلة للصور العقلية وجب ان يكون ذلك القبول حاصلا لها ابدا فلو كان القبول حاصلا ابدا لكان المقبول

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست