فنقول : قد اختلف الأوائل فى ذلك لأنهم اختلفوا فى المسالك إليه ، فمنهم من سلك إلى علم النفس من جهة الحركة ، ومنهم من سلك إليه من جهة الإدراك ، ومنهم من جمع بين المسلكين ، ومنهم من سلك طريق الحياة غير مفصلة [١].
فمن سلك منهم جهة الحركة ، فقد كان تخيل عنده أن التحريك لا يصدر إلا عن محرك ، وأن المحرك الأول يكون لا محالة متحركا بذاته [٢] ، وكانت النفس محركة أولية ، إليها يتراقى التحريك من الأعضاء والعضل والأعصاب ، فجعل النفس متحركة لذاتها ، وجعلها لذلك جوهرا غير مائت ، معتقدا أن ما يتحرك لذاته لا يجوز أن يموت. قال : ولذلك ما ، كانت الأجسام السماوية ليست تفسد والسبب فيه دوام حركتها.
فمنهم من منع أن تكون النفس جسما فجعلها جوهرا غير جسم متحركا لذاته ومنهم من جعلها جسما وطلب الجسم المتحرك بذاته.
[١] اى ملخّصة. [٢] فى تعليقة نسخة : لانه ظن ان المحرك يجوز ان يتحرك وان لم يتحرك لا يجوز ان يحرك.